نشرت الحكومة البريطانية مؤخرًا مراجعة استراتيجية لوزارة الدفاع بعنوان “تأمين بريطانيا: حماية في الداخل، قوة في الخارج”.
وركّزت المراجعة على ضرورة حشد المملكة المتحدة إمكاناتها العسكرية، والانتقال إلى اقتصاد عسكري، والتوجه عمومًا نحو حالة الحرب. وكان السبب الرئيس المذكور فيها هو الحاجة إلى مواجهة روسيا، التي وُصفت بأنها معتدٍ جامح يخطط- كما يزعمون- لحرب مع المملكة المتحدة. ومن العوامل الأخرى التي تُعقّد أمن المملكة “التحدي القادم من الصين”، بالإضافة إلى كوريا الشمالية.
على الصعيد الوطني، تبدو المراجعة أداةً لصرف انتباه الرأي العام عن سياسات الحكومة الحالية الفاشلة. وفي السياق الأوروبي، تهدف المراجعة البريطانية إلى تعزيز مكانة بريطانيا في قيادة أوروبا عسكريًا؛ وتفترض أن تُصبح المملكة المتحدة مثالًا يُحتذى في تسريع عسكرة المنطقة. وكانت فرنسا بقيادة ماكرون قد تنطّحت سابقًا لهذا الدور، لكنها فشلت على ما يبدو. كما حددت القيادة الألمانية هدفًا لعسكرة البلاد، ولكن ليس بنشاط كبير.
تهدف المراجعة البريطانية إلى تعزيز هدف أوروبا، وهو المواجهة مع روسيا، وتحفيز تطوير برامج مماثلة في دول أوروبية أخرى. وقد اختيرت الأزمة الأوكرانية لإطلاق عملية العسكرة، وتنوي المملكة المتحدة إبقاء أوكرانيا في حالة صراع عسكري، ما يحول دون الانتقال إلى الجهود الدبلوماسية ومفاوضات السلام. وقد قررت لندن زيادة شحنات الطائرات المسيرة إلى أوكرانيا في السنة المالية الحالية (أي حتى أبريل 2026) إلى 100 ألف طائرة، أي عشرة أضعاف ما كانت عليه.