أكد وزير التراث الثقافي والسياحة والصناعات اليدوية، على ان التاريخ الفريد لحضارة إيران وموقعها المتميز في تاريخ البشرية، جعلها في مقدمة الدول التي سجلت أكبر عدد من الآثار العالمية، معلناً عن الخطط الاستراتيجية للحكومة لجذب 15 مليون سائح ووضع إيران في مقدمة الدول السياحية.
واضاف سيد رضا صالحيامیري، عن الخطط طويلة الأمد والاستراتيجية لإحداث تحول كبير في مجال السياحة والحفاظ على التراث الثقافي الإيراني، مؤكدًا على تقدم البلاد نحو تحقيق الأهداف العالمية.
إيران؛ أرض التاريخ والحضارة برؤية عالمية
وأشار صالحي أميري إلى المكانة المتميزة لحضارة إيران في الساحة العالمية قائلا: إيران ليست مجرد أرض جغرافية، بل هي حضارة تتغلغل جذورها في عمق تاريخ البشرية وقد أثرت في جميع أركان الثقافة العالمية. مشيرا إلى وجود أكثر من 43 ألف أثر مسجل و28 أثراً مسجلاً عالمياً في إيران، مضيفاً: أرض ايران هي كنز من التاريخ والحضارة حيث يتم العثور في كل يوم وفي كل ركن من أركانها عن اكتشاف جديد من العالم القديم والثقافة القديمة في احدى زواياها.
الدبلوماسية الناعمة لإيران في الساحة العالمية
وأكد صالحي اميري على مكانة «الحكم الثقافي» في السياسات الكبرى للبلاد، قائلاً: إن التراث الثقافي الإيراني ليس جزءاً لا يتجزأ من القوة الناعمة للبلاد، بل هو أيضاً أداة استراتيجية لتعزيز الدبلوماسية الثقافية والسياحية على المستوى العالمي.
وأشار إلى زياراته الدبلوماسية إلى دول مختلفة مثل مصر وطاجيكستان وجمهورية أذربيجان وتركيا، قائلاً: في هذه الرحلات، تم التأكيد على تعزيز العلاقات الثقافية وتقوية صناعة السياحة، من خلال توقيع مذكرات تفاهم شاملة.
جذب الاستثمار ودعم سياسات تنمية السياحة
وأشار صالحيامیري إلى برامج الدعم التي تقدمها الحكومة والبرلمان للمستثمرين في السياحة: الحكومة قد وفرت بيئة تطوير السياحة من خلال اعتماد حوافز ضريبية وإعفاءات جمركية للمستثمرين.
وأضاف: في العديد من المدن الكبرى، تم إلغاء الرسوم الضريبية بالكامل لتوفير بيئة جذب للمستثمرين الأجانب.
دبلوماسية السياحة؛ منصة لجذب 15 مليون سائح
وأعلن صالحيامیري عن برامج الوزارة لجذب 15 مليون سائح في أفق رؤية التنمية السابعة: إن هذا الهدف يتم تنفيذه من خلال تعزيز البنية التحتية، بما في ذلك الموافقة على مشروع دخول المعدات الفندقية مع إعفاء جمركي. ستشهد قدرات السياحة في إيران، لا سيما في مجال الإقامة والخدمات السياحية، زيادة ملحوظة قريباً.
إيران من الدول الرائدة في تسجيل الآثار التاريخية
وأشار صالحي اميري أيضًا إلى الجهود المستمرة للوزارة لتسجيل الآثار التاريخية الإيرانية، وأن آثارًا مثل وديان لرستان التاريخية التي تشمل الكهوف التاريخية وقلعة فلك الأفلاك، والمساجد الإيرانية والمطاحن الهوائية في سيستان وبلوشستان في طريقها للتسجيل العالمي.
وأضاف: ستكون إيران قريبًا أحد الرواد العالميين في مجال تسجيل الآثار التاريخية وستلعب دورًا أكثر تأثيرًا من الماضي على الساحة العالمية وان مستقبلا مشرقا ينتظر البلاد في هذا المجال.
السياحة في طهران؛ فرص استثنائية للاستثمار
وأشار صالحيامیري إلى الإمكانيات السياحية في طهران، قائلاً: طهران، على الرغم من وجود 140 فندقًا، لا تزال بحاجة إلى إكمال وتطوير في مجال بناء الفنادق وتطوير البنية التحتية السياحية على نطاق عالمي. في هذا السياق، تم تحديد 10 نقاط جديدة لبناء فنادق خمس نجوم بالتعاون مع الحكومة وبلدية طهران.
وأضاف: ستشكل هذه المشاريع خطوة كبيرة نحو تعزيز طهران كوجهة سياحية عالمية موثوقة.
تعزيز السوق الداخلية والعالمية للحرف اليدوية الإيرانية
كما أشار صالحي أميري إلى التحديات التي تواجه الفنانين في مجال الحرف اليدوية، وأكد على أن وزارة التراث الثقافي تسعى من خلال الدعم الاجتماعي والاقتصادي للفنانين في هذا المجال، بما في ذلك توفير التأمينات الاجتماعية وتعزيز التسويق التصديري، إلى خلق الأمن الوظيفي لهم، وتوفير الأسواق العالمية للحرف اليدوية الإيرانية.
الحفاظ على الهوية التاريخية والثقافية لإيران وتعزيزها
وفي الختام أكد صالحيامیري على الأهداف طويلة المدى لوزارة التراث الثقافي قائلاً: نحن من خلال اتباع خطة دقيقة واستراتيجية، سنحول إيران إلى واحدة من المحاور الرئيسية للسياحة وتسجيل المعالم التاريخية عالمياً. هدفنا ليس فقط جذب السياح، بل الحفاظ على الهوية التاريخية والثقافية لإيران وتعزيزها للأجيال القادمة.