في لقاء رسمي بين وزير التراث الثقافي والسياحة والصناعات اليدوية سيد رضا صالحي امیري ووزيرة الثقافة الروسية وأولغا ليوبيموفا، أكد الطرفان على القواسم المشتركة الحضارية وتبادل الخبرات في مجالات الثقافة والفن والسياحة والتراث، وأكدا على بدء مرحلة جديدة من التفاعلات الاستراتيجية بين البلدين.
وأكد سيد رضا صالحيامیري، في الاجتماع مع أولغا ليوبيموفا، على ضرورة رفع مستوى التعاون الثنائي في الأبعاد الثقافية والفنية والسياحية والمتحفية.
وأشار صالحيامیري إلى الخلفية الحضارية والثقافية للبلدين إيران وروسيا، قائلا: أحد الأولويات الاستراتيجية لدينا هو توسيع العلاقات الثقافية مع روسيا، والآن بالاعتماد على وثيقة التعاون الشاملة التي تم تأكيدها من قبل أعلى المسؤولين في البلدين، نحن على أعتاب دخول مرحلة جديدة من التفاعلات الشاملة.
وأوضح صالحيامیري أبعاد وثيقة التعاون الاستراتيجي، مشيرًا إلى أنه تم بذل الجهود في إعداد هذه الوثيقة ليكون هناك محوران أساسيان – التفاعلات الثقافية والتعاون المتبادل في مجالات التراث الثقافي والسياحة والحرف اليدوية – موضع اهتمام خاص، وذلك لإنشاء أسس مستدامة لاستمرار العلاقات الثنائية.
تبادل التجارب التخصصية في مجال إدارة المتاحف
وقدّم صالحيامیري اقتراحات محددة لتعميق التعاون، وأوضح أن تشكيل لجنة مشتركة للتعاون في مجالات ترميم الآثار التاريخية، وتبادل التجارب التخصصية في مجال السياحة وإدارة المتاحف، يمكن أن يكون بداية للتعاون المنظم في مجال التراث الثقافي. في الوقت الحالي، تمتلك الجمهورية الإسلامية الإيرانية أكثر من 800 متحف متميز، ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى ألف متحف في السنوات القادمة.
وأعلن صالحي اميري عن استعداد الجمهورية الإسلامية الإيرانية لتنظيم معارض للصناعات اليدوية في موسكو وسانت بطرسبرغ ومدن روسية أخرى، وقال: يمكن للفنانين الإيرانيين بأعمالهم الأصيلة أن يكونوا صوت الثقافة الإيرانية. إن تنظيم هذه المعارض سيكون خطوة فعالة نحو تعزيز الفهم المتبادل بين الشعوب وتقوية الدبلوماسية الثقافية.
المشاركة في المعارض الدولية في سانت بطرسبرغ وموسكو
وفي سياق هذا اللقاء الثنائي بين صالحي أميري ووزيرة الثقافة الروسية، أعرب الجانب الروسي عن سعادته بوجوده في إيران وإشادته بمستوى التفاعلات الثقافية بين البلدين، قائلاً: لقد جئنا إلى إيران بوفد كبير يضم 130 شخصًا، ونحن سعداء جدًا بوجودنا في هذا البلد التاريخي والمتحضر. إن حسن الضيافة الذي نشهده من إيران يستحق الثناء.
وأشارت أولغا ليوبيموفا إلى أن وجود الفنانين الإيرانيين في هذه المعارض لم يكن مجرد عرض للأعمال، بل أن زملاءنا لم يدعو فقط الأعمال الفنية، بل الفنانين الإيرانيين إلى روسيا. وكان هذا الحضور فرصة قيمة لتبادل التجارب المباشرة، وتحقيق تجربة ناجحة وغنية للطرفين.
وأشارت ليوبيموفا إلى المكانة الرفيعة للثقافة الإيرانية بين شعبها قائلة: إن الشعب الروسي – سواء المهتمين بشكل تخصصي أو المواطنين العاديين من الأطفال إلى البالغين – يستمتع بالفن الإيراني. إن هذا الاستقبال الواسع يدل على عمق الروابط الثقافية بين الشعبين.
وأضافت: متحف سانت بطرسبرغ يحتوي على مجموعة غنية من الأعمال الإيرانية، يزوره عدد كبير من الزوار بشغف لهذا التراث القيّم. يعرض هذا المتحف أعمالاً فاخرة ونادرة من الحرف اليدوية الإيرانية.
وأضافت أنها وجهت دعوة رسمية لوزير التراث الثقافي الإيراني، وقالت: أدعوكم لزيارة هذا المتحف المهم في سانت بطرسبرغ، لكي نتمكن من التعرف عن كثب على القدرات الثقافية الروسية، وإجراء حوارات أكثر فعالية لتعميق التعاون الثنائي.