وجاء في البيان الصادر: لقد أضافت جبهة الاستكبار العالمي، بقيادة الشيطان الأكبر أميركا، صفحة سوداء ومخزية أخرى إلى سجلها الممتلئ بالظلم والإرهاب والدناءة، بإطلاقها العنان لكلبها الصهيوني المسعور ووكيلها في المنطقة؛ إن الأفعال الوحشية والدموية لعصابة المجرمين الصهاينة في الأيام الأخيرة ضد إيران الإسلامية، والتي تأتي امتداداً لجرائمهم المنافية للإنسانية في فلسطين، غزة ولبنان المظلوم، قد كشفت مرة أخرى عن الطبيعة الخبيثة والمنافقة لأولئك المتظاهرين الكاذبين بشعارات الديمقراطية وحقوق الإنسان الغربية، وأظهرت هذه الحقيقة بوضوح أمام الجيل الذي لم يختبر تاريخ الصهيونية المقيت.
واضاف: رغم هذه الظروف الصعبة، وبتوفيق من اللطف الخفي الإلهي، وبركات التوجهات الخاصة لولي العصر (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، وباتباع التوجيهات والتدابير الحكيمة لقائد الثورة الإسلامية ، سماحة آية الله العظمى الإمام الخامنئي (مدّ ظلّه العالي)؛ تمكّن الشعب الإيراني العظيم والمثابر، في ظل عزيمته وإرادته الفولاذية وبسالة القادة الغيورين والمجاهدين المستعدين للتضحية من القوات العسكرية والدفاعية والأمنية في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، والجيش العقائدي ، وأبطال حرس الثورة الإسلامية، وخاصةً من خلال العرض الفخور والمقتدر للعمليات الصاروخية والطائرات المسيّرة من قبل القوة الجوفضائية (ضد الأراضي المحتلة والقواعد الإقليمية الأمريكية)، والدفاع الجوي للبلاد، والأعزة في قوات الشرطة والبسيج (التعبئة) في توفير الأمن والنظام العام في المدن، وتعاون المجتمع الاستخباراتي الكبير والتعاون الواسع والمؤثر من مختلف شرائح الشعب مع مراكز الإبلاغ؛ من تسجيل صفحة مباركة وذهبية أخرى في سجل هذا البلد الكبير والثوري، وفي تاريخه وحضارته الإسلامية العريقة.
وتابع: سلام وتحية من الله تعالى ورسوله الأعظم (صلى الله عليه وآله) لشعب إيران الإسلامية المؤمن والمتمسك بالولاية، الذي بصموده، وجهاده، وحضوره في الوقت المناسب في الساحة، وتضامنه ومقاومته الأسطورية، وتمسكه بالشعائر والتعليمات الراقية لعاشوراء الحسين (عليه السلام)، في السعي للعزة ورفض الذل، قد أذلّ أمريكا ووليدها غير الشرعي الصهيوني، وساند قواته المسلحة المؤمنة والشعبية والسلطات الثلاث، ومسؤوليه الخُدّام، في متابعة الأهداف والمصالح الوطنية للبلاد بكل عزم وثبات.
واردف البيان: في هذا السياق، تُبلغ وزارة الأمن الشعب الإيراني العزيز بأن كوادر وزارة الأمن، وجميع المؤسسات والأجهزة الاستخبارية، جنباً إلى جنب مع باقي القوات المسلحة والأمنية في البلاد، قد خاضوا خلال الأيام الماضية، وبدعم من التعاون والدعاء الطيب من الشعب المؤمن الرسالي، وضمن إطار تنفيذ توجيهات وخطط قائد الثورة الإسلامية (مدّ ظلّه العالي)، وبهدف تعزيز وصون عناصر الأمن القومي للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وتحقيق الأهداف والمصالح الوطنية، وإنتاج الأمن المستدام؛ مواجهةً عنيفة ولا هوادة فيها في الطبقات السفلية والخفية من جبهة القتال على المستوى الوطني، والإقليمي، والدولي مع الأعداء والمناوئين.
واضاف: في هذا الكفاح الدائم، استخدمت وزارة الأمن، عبر شبكات متعددة لجمع واكتساب المعلومات الاستراتيجية وشديدة السرية، ومن خلال أدوات الدبلوماسية السرية والتبادل المعلوماتي مع أجهزة ومؤسسات استخباراتية في دول أخرى، تقديراتها واكتشافاتها ومنتجاتها الاستخباراتية بشأن التطورات الميدانية المختلفة، وخاصة سلوك ترامب وحكومته المخادعة، وبرنامج المفاوضات النووية غير المباشرة، والتحركات الاستخباراتية للكيان، وقدمتها حسب الحاجة لكبار المسؤولين والمعنيين في البلاد؛ كما أن اكتشاف وتحديد وتوجيه الضربات وتدمير العناصر المخترقة والعملاء والمرتزقة المهمين التابعين لشبكات التجسس الشريرة الأجنبية، وخاصة ضباط وجواسيس الـCIA والموساد وMI6، كانت ولا تزال ضمن أولويات الوزارة، وسيتم إعلان بعض هذه التقارير للشعب الإيراني العزيز في الأيام القادمة، بحسب ما تقتضيه الظروف.
وقال البيان: بناءً على ذلك، وفي ظل ظروف الحرب المفروضة الأخيرة مع الكيان الصهيوني الوحشي، قدّمت أسرة المجتمع الاستخباراتي الكبيرة ووزارة الأمن، حماة الدولة في هذا الميدان، شهداء ومضحّين كباراً وبصمت، من بينهم القادة غلام رضا محرابي، محمد كاظمي، حسن محقق، وعدد من أعزاء وزارة الأمن، فداءً لعزة الإسلام والشعب والثورة والبلاد؛ وتمكنوا من خلال “حرب استخباراتية واسعة” و”جهاد دائم ويومي لا يعرف التوقف” من رصد وتحديد وإحباط وهدم تحركات جزء مهم من أتباع وعملاء الأعداء المندسين والخونة، والقضاء على الضباع والجرذان القذرة التي أنجبتها الصهيونية وبقايا نظام الطاغوت – والذين خرجوا من أوكارهم ومخابئهم مع استغلالهم لحرب الكيان وسيدهم الأمريكي – موجهين بذلك ضربات قاصمة لشبكة التجسس الموساد، ولكيان عملاء الكيان المتهالك واليائس، وسائر العناصر من الجماعات المناهضة للثورة والمعارضة. ولا شك أن هذا الجهاد الاستخباراتي، بإذن الله وقدرته الكاملة، سيستمر حتى تحقيق الاستراتيجية المتمثلة في “إفشال، وانهيار، ومحو الكيان الصهيوني”.
ووجهت وزارة الامن إلى سماحة قائد الثورة الإسلامية (مدّ ظلّه العالي)، وإلى الشعب الإيراني المضحي المحب للشهادة تهنئتها وتعزيتها في استشهاد مجموعة من أنقى وأشرف أبناء النظام والثورة الإسلامية، من القادة الكبار والعلماء والنخب البارزة من مختلف شرائح الشعب الإيراني العزيز، بأيدي أنجس وأشدّ أعداء الإسلام قسوة، ؛ وجددت عهدها مع الأرواح الطاهرة لجميع شهداء الإسلام وإمام الشهداء (رضوان الله تعالى عليه) على مواصلة هذا المسار النوراني والإلهي؛ و”بحرمة لدماء الطاهرة والمظلومة للأطفال والنساء والرضع من أبناء إيران، ورفقاء وشهداء وزارة الأمن في الحرب المفروضة الأخيرة ضد الكيان الصهيوني الغاصب وسيده الإرهابي الأمريكي المتفرعن، تحذر قادة وأتباع وأذناب هذين المجرمين (أمريكا والكيان الصهيوني) بأن كوادر الامن في هذا الوطن الإسلامي يرصدون بدقة خدعكم الحربية، وسيفتحون عليكم أبواب الجحيم فور ارتكابكم لخطأ أو حسابات خاطئة أخرى”.
وختم البيان: على الشعب الإيراني العزيز، وخاصة الشباب، واليافعين، وأبناء هذا الوطن الأعزاء – باعتبارهم أهم الأصول الوطنية وأركان البنية الداخلية المتينة – في هذه المرحلة الدقيقة والمعقّدة، الناتجة عن عمليات العدو المركّبة من الحرب الصلبة والناعمة، أن يكونوا حذرين من الوقوع في فخاخ الإعلام والحرب المعرفية والإدراكية، وحرب الروايات والإيحاءات الكاذبة والشبهات المختلقة من قبل جهاز الدعاية الشيطانية لأمريكا والكيان الصهيوني؛ وكما كانوا دائماً، فإن عليهم بحسّهم العالي وذكائهم الفريد، الاستمرار في الإبلاغ الفعّال والتفاعل الأمني والاستخباراتي حيال أدنى نشاط وتحرك مشبوه من عملاء العدو أو الطابور الخامس، في الأحياء والمناطق الريفية والحضرية، وعلى جميع المستويات في أجهزة الحكم؛ والاستمرار في الالتزام بتوجيهات وخطابات الولي الفقيه وقائد الثورة الإسلامية (مدّ ظلّه العالي)، والتأكيد على حفظ الوحدة الوطنية، والتلاحم الشعبي، والنظام الاجتماعي، وشرح خط الثورة الأصيل والإسلام المحمدي الأصيل (ص)، وخاصة في شهري محرّم وصفر الحاسمين، عبر التوسل والتأسي بمنهج وسيرة أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) ورفاقه المخلصين؛ والمضي قدماً في إنجاح الخطوة الثانية من الثورة الإسلامية (الاربعون عاما الثانية من الثورة الاسلامية)، وتمهيد الأرضية لتحقيق المجتمع الرسالي، وبسط العدالة، وظهور منقذ البشرية (عجل الله تعالى فرجه الشريف). بعون الله تعالى.