وفي هذا السياق، حذر الكاتب والمحلل السياسي التركي “إبراهيم قره غول”، من “الأهداف والنوايا الخبيثة والتوسعية للكيان الصهيوني ضد دول المنطقة”، قائلا : إن “إسرائيل” تشكل تهديدا لسوريا، وكذلك لتركيا وإيران ولبنان ومصر، وتريد تكرار الإبادة الجماعية في هذه الدول.
ولفت قرة غول، في حديث صحفي نقلته صحيفة الاخبار اللبنانية، إلى أن “إسرائيل تشكل خطراً على سوريا كما على تركيا وإيران ولبنان ومصر، وتريد أن تكرر الإبادة الجماعية في هذه الدول”.
ورأى، أن خطر “إسرائيل” لا يقتصر على الهجمات العسكرية، بل تجب دراسة خريطتها الذهنية واضطرابها الجيني ومرضها الأيديولوجي؛ محذرا من انه “ما دامت هذه الدولة موجودة على الخريطة الجغرافية، فلن تنتهي الحروب في المنطقة أبداً”، ومبينا انه “إذا كانت إسرائيل تضرب اليوم غزة وإيران ولبنان وسوريا، فغدا ستحتل سيناء وتقصف الأناضول وحتى إسطنبول، لذا، على تركيا وكل دول المنطقة أن تفكّر بالغد بدلاً من الحاضر، واتّخاذ خطوات نحوه”.
ووصف المحلل التركي “انتفاضة الدروز” أنها هجوم صهيوني على سوريا؛ موضحا “عندما تحرك الدروز، تحركت قوات قسد الكردية، علماً أنهما يخدمان الأجندة الإسرائيلية”، داعيا تركيا إلى أن تكون في حالة تأهّب قصوى، وأن تتحضر لمهاجمة “إسرائيل” داخل حدودها.
وتابع : فلا رادع إلّا القوّة، وعلى تركيا أيضا إعلان “إسرائيل” تهديدا ذا أولوية، لأنه يجب ألا يكون لهذا الكيان وجود في قلب هذه المنطقة.
وقال : إن مقولة الجغرافيا قدر جعلتنا نخسر، مضيفا: إنه يجب أن ننتقل إلى مرحلة الجغرافيا سلاح.
من جانبه، كتب الكاتب التركي المعارض “طه آقيول”، أن “إسرائيل” مهتمة بشدّة بالجغرافيا الاقتصادية والديموغرافية المذهبية والعرقية في الشرق الأوسط، وهي حولت هذا الاهتمام إلى ستراتيجية؛ مذكرا بتصريحات سابقة لوزير الخارجية الصهيوني”جدعون ساعر”، انها تعكس تركيز تل أبيب على تحالف الأقليّات مع الدروز والأكراد، ولافتا إلى أن القيادي الكردي “صالح مسلم”، قال إنهم يستطيعون الحصول على دعم صهيوني.
بدوره، كتب الكاتب والمحلل التركي في صحيفة “قرار” “يوسف ضيا جومرت” : عندما قلنا إن ما يجري في سوريا والمنطقة سابقاً هو الوضع الأسوأ، جاء الآن ما يفوقه سوءاً، وما كنّا نسميه الربيع العربي لم يكن سوى فوضى مدمّرة.
ورأى جومرت، أن وصول هيئة تحرير الشام إلى السلطة في سوريا، كان انتصارا رائعا بالنسبة لتركيا، أمّا في الجنوب، فكانت “إسرائيل” تدمّر القدرات العسكرية للجيش السوري وتوسع احتلالها، كان انتصار “الشرع” والتوسع الصهيوني يتقاطعان عند نقطة أنهما “ضد إيران”.
وومضى الى القول: إن سوريا المشرذمة والضعيفة، أنسب لمصالح “إسرائيل” على المدى الطويل، وان “إسرائيل” تعمل لتشعر الأقليات الدرزية والكردية أنها أقرب إليها من نظام الشرع، وتبقى بالتالي ممسكة بخيوط التأثير داخل سوريا، لان هذا الكيان يرى بأن احتمال نشوب صراع مستقبلي مع سوريا قائم ليس مع النظام الجديد الذي قدم لها كل شيء، بل مع المجتمع السوري نفسه.