طريقة طبيعية لزيادة مدة حفظ الأغذية

قشر الرمان.. مصدر مهم لاستبدال المواد الحافظة الكيميائية

الوفاق/ يمكن تحويل قشر الرمان - الذي عادةً ما يتم التخلص منه كنفايات زراعية - إلى مصدر مهم لإنتاج مواد حافظة طبيعية، تكون أكثر أماناً من الأنواع الكيميائية كما تساعد في إطالة عمر المواد الغذائية.

وفي إيران، يتم سنوياً استيراد كميات كبيرة من الزيوت العطرية والمستخلصات والألوان الغذائية، بينما تمتلك النفايات الزراعية المحلية “بما في ذلك قشر الرمان” إمكانات عالية لتلبية هذه الاحتياجات، ويشكل القشر ما بين 30-40% من وزن ثمرة الرمان، وعادةً ما يتم التخلص منه كنفايات أثناء معالجة عصير الرمان. هذه الكمية الكبيرة من النفايات يمكن تحويلها – بأساليب علمية واقتصادية – إلى منتجات ذات قيمة مضافة عالية، بل وقد تكون بديلاً عن الواردات.

 

وقامت الدكتورة شهين زمردي، الأستاذة المشاركة في قسم الأبحاث التقنية والهندسية بمركز البحوث والتدريب الزراعي والموارد الطبيعية في محافظة آذربايجان الغربية، بالتعاون مع مركز البحوث والتدريب الزراعي والموارد الطبيعية في محافظة خراسان الرضوية، بإجراء دراسة لتحليل الخصائص الكيميائية الحيوية والخصائص المضادة للفطريات لمستخلص قشر الرمان.

 

وركزت هذه الدراسة على: مقارنة طرق مختلفة لاستخلاص المستخلص من قشر الرمان، وتقييم تأثير هذه الطرق على الخصائص المضادة للأكسدة، والفعالية المضادة للفطريات. كما ركزت الدراسة على تحليل تأثير نوع المذيب “ماء، ميثانول 70%، إيثانول 70%” وزمن الاستخلاص “1، 12، 24 ساعة” على جودة مستخلص قشر الرمان. وأظهرت النتائج أن مستخلص الميثانول 70% حقق أعلى قدرة اختزال للحديد وأعلى نشاط في كبح الجذور الحرة. كما لوحظ أن زيادة زمن الاستخلاص أدت إلى تحسن ملحوظ في محتوى البوليفينولات والنشاط المضاد للأكسدة.

 

ومن الملاحظات المهمة أن المذيب المائي أعطى أعلى تركيز للبوليفينولات وأفضل أداء في اختبار اختزال الحديد، بينما تفوق الإيثانول 70% في خصائص كبح الجذور الحرة. وتوفر هذه النتائج إرشادات عملية لاختيار الظروف المثلى للاستخلاص حسب الهدف التطبيقي المرغوب.

 

وأظهرت الاختبارات المضادة للفطريات أن المستخلص الميثانولي لقشر الرمان بتركيز 0.3% حقق فعالية مقاربة لمادة سوربات البوتاسيوم الكيميائية “المواد الحافظة التقليدية” بتركيز 0.1%. وبشكل أكثر تحديداً، تمكّن المستخلص من تثبيط نمو فطر الأسبرجيلوس نيجر بنفس فعالية المادة الحافظة الصناعية. كما كشفت الدراسات التكميلية أن المذيبات الكحولية “الإيثانول والميثانول” تتميز بقدرة أعلى على استخلاص المركبات الفينولية والأنثوسيانين، وذلك نظراً لقدرتها على اختراق الجدار الخلوي بشكل أكثر فعالية.

 

هذه الخصائص تمنح المستخلصات المستخلصة بهذه الطريقة:

 

– قوة أكبر في منع الأكسدة.

 

– فعالية أعلى في تثبيط نمو الفطريات.

 

– إمكانية استخدامها كبديل طبيعي للمواد الحافظة الكيميائية في الصناعات الغذائية.

 

وتكمن أهمية هذه النتائج في توفير مصدر طبيعي وآمن لزيادة عمر الأغذية مع الحد من هدر المخلفات الزراعية. كما تساهم في تقليل التلوث البيئي وخلق قيمة اقتصادية مضافة من خلال الاستفادة من هذه المخلفات، مما قد يقلل من استيراد المواد الحافظة.

 

ونُشرت الدراسة في “مجلة علوم وصناعات الغذاء الإيرانية” التابعة لجامعة تربيت مدرس والجمعية الإيرانية لعلوم وتكنولوجيا الغذاء، والتي تعد مرجعاً علمياً معتمداً في هذا المجال، حيث تقدم هذه النتائج أساساً عملياً يمكن للصناعات الغذائية الاستناد إليه في تطوير حلول مستدامة.

 

 

المصدر: الوفاق