مشكلة تتكرر: طفلي يُعاني من القلق ويخاف المشاركة بالصف

المشهد بسيط، لكنه يتكرر يومياً في حياة الكثير من الأطفال داخل الفصول الدراسية المزدحمة؛ حيث نرى طفلاً يجلس في مقعده الخلفي، يخفق قلبه بسرعة كلما طلبت المعلّمة مشاركة الطلاب في النقاش، وكأن الكلمات تتجمّد على شفتيه أو يتمنى أن يختفي. والغريب أن موقفه ليس عجزاً عن الإجابة، بل خوف من المشاركة ومن نظرات الآخرين، وأن يسخر منه زملاؤه!

مشكلة تتكرر: طفلي يُعاني من القلق ويخاف المشاركة بالصف.. وخطوات للعلاج

المشهد بسيط، لكنه يتكرر يومياً في حياة الكثير من الأطفال داخل الفصول الدراسية المزدحمة؛ حيث نرى طفلاً يجلس في مقعده الخلفي، يخفق قلبه بسرعة كلما طلبت المعلّمة مشاركة الطلاب في النقاش، وكأن الكلمات تتجمّد على شفتيه أو يتمنى أن يختفي. والغريب أن موقفه ليس عجزاً عن الإجابة، بل خوف من المشاركة ومن نظرات الآخرين، وأن يسخر منه زملاؤه!

 

الواقعة -طفلي يخاف المشاركة بالصف- ليست خيالية بل من واقع يعيشه عدد كبير من الصغار في مدارسنا؛ حيث تشير دراسات تربوية حديثة إلى أنّ ما يقارب 20% من الأطفال في العالم يعانون من أعراض القلق، وغالباً ما يظهر ذلك في شكل صعوبة الاندماج الاجتماعي أو الخوف من مواجهة الآخرين.

هنا سنشرح الجانب المشرق في هذه الظاهرة؛ أن الأطفال قادرون على تجاوز هذه المخاوف؛ إذا وُجدت الإرادة والدعم الأسري المناسب..

 

أسباب القلق عند الطفل

 

القلق والخوف من نظرات الآخرين أو التفاعل مع الزملاء أمر لا يحدث للطفل من فراغ، وراءه مجموعة من العوامل المتشابكة التي تشير لانعدام ثقة الطفل بنفسه وفي قدرته على التعبير مثل:

القلق في المواقف الاجتماعية: يشعر بعض الأطفال باضطراب داخلي كلما وُجدوا في نشاط جماعي أو نقاش صفي، فيتجنبون المشاركة حتى لا يلفتوا الأنظار.

الخوف من الحكم أو الرفض: يترسخ في أذهانهم أن أي خطأ سيجعلهم موضع سخرية أو استبعاد من المجموعة.

تجارب سابقة سلبية: قد يكون الطفل تعرض لتجاهل أو سخرية أو حتى تنمّر، فيتربى لديه حاجز نفسي يصعب تجاوزه.

صعوبات في التعبير: بعض الأطفال يجدون صعوبة في صياغة أفكارهم بوضوح، مما يزيد من ترددهم.

قلة الخبرة الاجتماعية المبكرة: غياب اللعب الجماعي أو الانخراط في أنشطة اجتماعية منذ الصغر، يجعل مواجهة الأقران تجربة مقلِقة، وبالتالي فهذه العوامل مجتمعة، تجعل الطفل يشعر وكأنه محاصر داخل دائرة مغلقة، والخوف من المشاركة يقود إلى عزلة، والعزلة بدورها تزيد من الخوف.

 

طرق لعلاج هذا القلق

التغلب على القلق الاجتماعي يحتاج إلى جهد كبير: تدريب ذاتي من الطفل نفسه، ودعم حقيقي من الأم أو الأسرة.

الجهد الذاتي للطفل

أهداف صغيرة يومية: بدلاً من السعي إلى قفزة كبيرة، يمكن البدء بخطوات بسيطة مثل تحفيز الطفل على: إلقاء التحية على زميل واحد كل يوم.

التدريب عبر المحاكاة: اطلبي من طفلك أن يمارس حوارات قصيرة في المنزل من خلال تمثيل الأدوار مع أحد أفراد أسرته، ما يجعله أكثر استعداداً لمواقف المدرسة.

تمارين التهدئة: أخبري طفلك بتعلّم تقنيات مثل: التنفس العميق قبل دخول الفصل أو قبل التحدث أمام الآخرين.

الاطلاع والتعلّم: طالعي معه القصص أو مواد مصورة، تحكي عن الشجاعة والتواصل، فيشعر أن حاجته للتواصل وعدم القلق والخوف من الآخرين مطلب طبيعي، وأن ما يمر به ليس استثناء.

 

 

المصدر: وكالات