وفيما يلي نص بيان حرس الثورة الإسلامية بمناسبة أسبوع الدفاع المقدس:
إن أسبوع الدفاع المقدس هو في الواقع احتفال بانتصار المقاومة الشعبية، وتذكير بواحدة من أنصع فصول تاريخ الثورة الإسلامية، ومصدر فخر للبلاد، ومنتج وصانع المقاومة على الصعيد العالمي. والدفاع المقدس هو فترة تمكن فيها الشعب الإيراني من إحباط العدوان الشامل والعالمي للعدو ضد وحدة أراضي إيران والنظام الإسلامي والثورة الإسلامیة، والحفاظ على عزة البلاد واستقلالها ووحدة أراضيها بكل مجد وعظمة وذلك بالاعتماد على الإيمان والوحدة والقيادة الإلهية.
وتتجلى عظمة الدفاع المقدس عندما نتأمل نتائج الحروب التي سبقته، فلا نتذكر أي إنجاز سوى الاستسلام والهزيمة والذل السياسي والاجتماعي وخسارة الأرض.
وخلال الأعوام السبعة والثلاثين التي تلت الدفاع المقدس، وصلت القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية إلى مستوى فعال من الاكتفاء الذاتي والردع والجاهزية القتالية على صعيد الحروب العالمية، وشهد الجميع مظاهر ذلك خلال الدفاع المقدس الذي استمر ١٢ يوما وذلك بالاستلهام من دروس وإنجازات الدفاع المقدس وتوجيهات قائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى السيد “علي خامنئي”.
مع حلول الذكرى الخامسة والأربعين للدفاع المقدس، والتي تتزامن مع فترة الدفاع المقدس التي تستمر 12 يوماً والتي تعد مظهرا من مظاهر الوحدة الوطنية والتلاحم، وهزيمة وفشل المعتدين الصهاينة والأمريكيين في تحقيق أغراضهم الشريرة والشيطانية ضد الثورة والنظام الإسلامي فإننا نؤكد للشعب الإيراني العظيم أن حرس الثورة الإسلامیة، إلى جانب القوات المسلحة الأخرى، يزيد من قدرته القتالية وقوته الهجومية والدفاعية وقدراته الاستراتيجية كل يوم.
ولقد أثبتت تجربة الدفاع المقدس الأول والثاني أن الردع الفعال هو ثمرة الاستعداد الدائم، والإبداع في تصميم الاستراتيجيات والتكتيكات والعمليات في مواجهة الأعداء، والتطوير المستمر للتقنيات والأنظمة الدفاعية والعسكرية المتقدمة في جميع المجالات وبناءً على ذلك، لن تتوقف عملية تعزيز القوات المسلحة في مختلف المجالات وأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستكون لها اليد العليا والمبادرة في ساحة المعركة في حال حدوث أي خطأ جديد في حسابات العدو أو شنه العدوان وستوجه له ردا قاتلا آخر سيلقنه درسا..”..
وأظهرت تجربة الحرب المفروضة مؤخرا أن القوات المسلحة للبلاد استطاعت الوصول إلى مستوى من الاكتفاء الذاتي والتطور والردع في المجالين العسكري والدفاعي، بفضل هيكل قيادي متين وبالاعتماد على المعرفة والقدرات المحلية وتمکنت من تحقيق النصر في الحروب مع جيوش العالم المتقدمة من خلال الحفاظ على المبادرة و إحباط أهداف العدو حتى في ظل أصعب ظروف العقوبات الاقتصادية والضغوط القصوى المركبة والمتعددة الطبقات التي يمارسها الأعداء في قطاعات مختلفة.
إن هزيمة الأعداء في حربين شاملتين و شديدتین وعالميتين مفروضتين على الجمهورية الإسلامية الإیرانیة، وفشلهم في معارك أمنية وسياسية واقتصادية ونفسية وإعلامية أخرى، ومحاولاتهم وراء إحداث الفوضى وزعزعة الاستقرار الداخلي، أثبتت أن الشعب الإيراني، بوعيه وإدراكه ووحدته المقدسة، وقف كالحصن المنيع في وجه حرب العدو المرکبة، وأحبط مخططاته كما أن الشعب الإيراني مستعد، عند الضرورة، لتلقين أي معتدٍ أو كل من يتدخل دروسا جديدة.
كما قال الإمام الخميني (ره) : “كل يوم من أيام الدفاع المقدس كان برکة لنا”. وتتجلى هذه النعمة والبرکة اليوم في جميع المجالات، من تطوير التقنيات الدفاعية المتقدمة إلى تعزيز القدرات العلمية والاجتماعية، مما يُذكرنا بأن طريق الصمود والمقاومة والتقدم هو طريق ضمان الاستقلال والأمن الوطني.
ويُحيي حرس الثورة الإسلامية ذكرى وأسماء وملاحم شهداء ومقاتلي الدفاع المقدس الذي استمر ثماني سنوات والدفاع المقدس الذي استمر 12 يوما ويثمن ذكاء ووحدة الشعب الإيراني الشجعان في مواجهة أي تهديد وعدوان من العدو ضد الوطن الإسلامي.ويحذر من أن أي خطأ من جانب الأعداء، وخاصة الکیان الصهيوني المزيف والمجرم، والنظام الأمريكي المتغطرس والمخادع، تجاه المصالح الوطنية والأمن القومي للجمهورية الإسلامية أو أراضيها، سيقابل برد حاسم وساحق سيجعل العدو يندم من القوات المسلحة والمدافعين الأقوياء عن الوطن، وخاصة قوات حرس الثورة الإسلامية.وإن الإستعداد القتالي الشامل والتدبیر الاستراتيجي والأمن الذي یعتمد علی الشعب والقدرات الاستخباراتية والدفاع البري والبحري والجوي والصاروخي والسيبراني والدعم الثابت للمقاومة ومجالات أخرى في الميدان كلها على أهبة الاستعداد والجاهزیة لاتخاذ التدابير المضادة وللرد.