توالت ردود الفعل المُرحّبة والمباركة بعملية “طوفان الأقصى” التي شنّتها المقاومة الفلسطينية على العدو الصهيوني، في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وأكد كبار المسؤولين والمؤسسات الحكومية في بيانات منفصلة على ضرورة دعم نضال المجاهدين الفلسطينيين في هذه العملية المباركة.
حيث نشر مكتب قائد الثورة الاسلامية سماحة آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي صورة لعملية “طوفان الأقصى” التي تنفذها المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الصهيوني، على حساب سماحته في موقع “اكس” (تويتر سابقاً، اكد فيها، ان الشباب الفلسطيني اليوم هم أشد نشاطا وحيوية وجهوزية من أي زمن خلال هذه الاعوام الثمانين.
وعقب إحتفالات حاشدة في جميع أنحاء الجمهورية الإسلامية الإيرانية بإنتصارات المقاومة الفلسطينية والوضع المزري والهزائم المتلاحقة التي يمرّ بها العدو الصهيوني، وفيما إحتشد الملايين من المواطنين في ساحات المدن الرئيسية وقاموا بإبداء فرحتهم بهذه الإنتصارات المباركة للمقاومة، تصدّرت لوحة «طوفان الأقصی» الجدارية ساحة ولي العصر (ع) في العاصمة طهران بإعتبارها أحدث لوحة يتم وضعها في هذه الساحة الرئيسية تكريما لأبطال المقاومة الاسلامية في فلسطين المحتلة. وكتبت على هذه اللوحة مقولة لقائد الثورة الاسلامية تقول: اذا نجحت فلسطين في هذه المواجهة الشجاعة التي قامت بها اليوم، فان ذلك يعتبر نجاحا للعالم الاسلامي برمته.
*رئيس الجمهورية يتابع الأوضاع
وفيما تدخل “عملية طوفان الأقصى” يومها الثاني مُخلّفةً أكثر من 600 قتيل في صفوف الكيان الصهيوني، تباحث رئيس الجمهورية آية الله السيد ابراهيم رئيسي، هاتفيا يوم الاحد، مع كل من الامين العام لحركة الجهاد الاسلامي الفلسطينية “زياد النخالة”، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس “اسماعيل هنية”، حول آخر التطورات الراهنة في فلسطين المحتلة، وأكد السيد رئيسي خلال الإتصالين الهاتفيين على دعم ايران المطلق للمقاومة الفلسطينية في عمليتها المباركة ضد العدو الصهيوني.
كما وجّه رئيس الجمهورية، رسالة تهنئة بمناسبة انتصار المقاومة الفلسطينية في عملية طوفان الأقصى. وصرح السيد رئيسي: ان إيران تدعو العالم ليشاهد حقيقة أن تراكم الظلم وعدم العدالة تجاه الشعب الفلسطيني، وإهانة النساء وتدنيس الأقصى أمر غير دائم، مؤكدا أن إيران تدعم الشعب الفلسطيني في دفاعه المشروع. واضاف الرئيس آية الله رئيسي: ان الكيان الصهيوني وداعموه هم المسؤولون عن تهديد الأمن الإقليمي، ويجب أن يتحملوا مسؤولية ذلك. واكد ان المعادلة تغيرت وإثارة الحرب ليست لصالح الصهاينة، والشعب الفلسطيني هو المنتصر في هذه الساحة.
*كابوس انهيار الكيان الصهيوني بات واقعاً
في السياق، أكد رئيس الهيئة العامة لأركان القوات المسلحة اللواء محمد باقري، أن عملية “طوفان الأقصى” حوّل كابوس انهيار الكيان الصهيوني إلى واقع بالنسبة لقادة هذا الكيان، وأثبت أن بعض الجهود اليائسة، مثّل العرض السخيف لعملية التطبيع، لن تكون قادرة على إبطاء وتيرة تراجع وانهيار بيت العنكبوت.
وفي تفاصيل الخبر فقد اصدر اللواء محمد باقري، رئيس أركان القوات المسلحة، رسالة بشأن العملية الظافرة التي تقوم بها حركة “حماس” ضد كيان الاحتلال الإسرائيلي.
وجاء في نص رسالة اللواء باقري: إن العمليات التركيبية والظافرة التي تقوم بها الفصائل الجهادية الفلسطينية تحت اسم “طوفان الأقصى” ضد مواقع وتحصينات الكيان الصهيوني المدجج بالسلاح في الأراضي المحتلة، اثبتت مرة أخرى الهيبة الزائفة والقوة المزيفة لهذا الكيان المحتل.
*الحركة الهادرة لطوفان الأقصى
وأردف: لقد أبرز المقاومون الفلسطينيون، في هذه العملية المباغتة التي أعدوها من الجو والبحر والبر ضد مواقع الكيان الصهيوني، سطّرت مشاهد مشرقة لمقاومة وصمود شعب يعاني من الظلم والاضطهاد. الشعب الذي بعد عدة عقود من الظلم والاضطهاد حقق بدعم من جيل الشباب المتحفز والمعتمد على الإسلام وفي ظل الثقة بالوعد الإلهي، قوة لدرجة أنه أذهل المحللين والاستراتيجيين العسكريين في العالم.
وتابع اللواء باقري: إذا كانت انتفاضة الحجارة في يوم من الأيام أداة الدفاع الوحيدة للشعب الفلسطيني الأعزل، فإن المجاهدين الفلسطينيين اليوم قد وصلوا إلى مستوى من القوة والنمو بحيث أصبحوا قادرين على توجيه ضربة قاصمة للعدو الصهيوني بإطلاق آلاف الصواريخ والقذائف في عملية تركيبية معقدة، ليسخرو من المنظومات الدفاعية والقبة الحديدية. هذه الأسلحة الدفاعية، عندما تقترن بروح الشهادة لدى الشباب الفلسطيني المتحمس، تنتج قوة تماثل السيل العارم الذي يجتث الكيان الصهيوني من جذوره.
وتابع اللواء باقري: الحركة الهادرة لطوفان الأقصى هي نتاج الغضب المقدس الذي زرعه العدو الصهيوني في نفوس الشعب الفلسطيني المظلوم، والذي يجب أن يحصده الآن.
* مصداق حقيقي للدفاع المشروع ضد الاحتلال
من جانبه، أكد المستشار السياسي لقائد الثورة الاسلامية الأدميرال علي شمخاني، في تغريدة له حول عملية طوفان الأقصى، أن هذه العملية مصداق حقيقي للدفاع المشروع ضد الاحتلال. وأورد المستشار السياسي لقائد الثورة الاسلامية علي شمخاني في تغريدة له على حسابه بموقع تويتر حول عملية طوفان الأقصى: عملية طوفان الأقصى القاطعة وغير المسبوقة والمؤثرة، هي مصداق حقيقي للدفاع المشروع ضد كيان الاحتلال المجرم، الذي لم يوفر أي نوع من القمع والجريمة إلاّ ومارسه ضد شعب فلسطين المظلوم خلال الأشهر الأخيرة. إن المقاومة الفلسطينية حركة متعاظمة ومستقلة، تعود قوتها إلى الدعم الشعبي الواسع النطاق لها.
*إنذار جاد للمساومين في المنطقة
من جهته، اعتبر الامين العام لمجمع الصحوة الاسلامي العالمي علي اكبر ولايتي، الانتصار العظيم والاستراتيجي لعملية “طوفان الأقصى” بمثابة إنذار جاد للمساومين في المنطقة، وكتب: ما حدث اليوم في الأراضي المحتلة هو تجسيد جزء صغير من القوة المتراكمة لجبهة المقاومة الإسلامية في فلسطين. وكتب ولايتي في رسالة إلى إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وزياد النخالة الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين: سلام الله على فلسطين المظلومة القوية ومجاهدي سبيل الحق الذين يواصلون النضال والتضحية والاقتدار اليوم بفخر أكثر مما مضى. واضاف ولايتي: إن عملية “طوفان الأقصى”، ستغير بالتأكيد ميزان القوى بشكل جذري في فلسطين المحتلة، وستضع الكيان الصهيوني في موقف أضعف من ذي قبل.
*دعوة للتضامن مع المقاومة الفلسطينية
بالتزامن مع عملية طوفان الأقصى، تباحث وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان مع نظيره التركي هاكان فيدان مساء السبت، بشان التطورات الراهنة على الساحة الفلسطينية. وأكد الجانبان، خلال محادثة هاتفية، أثناء تقييمهما لآخر التطورات في فلسطين، على أهمية احترام حقوق الشعب الفلسطيني. ووصف أمير عبداللهيان في هذا الاتصال الهاتفي حركة المقاومة بالعفوية ونتيجة لجرائم الكيان الصهيوني المستمرة ضد فلسطين. كما أكد وزير الخارجية على ضرورة تضامن ووحدة الدول الإسلامية في نصرة القدس الشريف ونصرة الشعب الفلسطيني المظلوم والمقاوم.
*رد فعل طبيعي دفاعا عن الحقوق المشروعة
في السياق أيضاً، وصف المتحدث باسم الخارجية ناصر كنعاني، عملية “طوفان الأقصى” بأنها حراك عفوي لفصائل المقاومة والشعب الفلسطيني المظلوم دفاعا عن حقوقه المشروعة وغير القابلة للإنكار ورد فعل طبيعي على السياسات المثيرة للحرب والاستفزازية والعنجهية للصهاينة خاصة رئيس الوزراء المتطرف والمغامر للكيان الصهيوني الغاصب. وقال كنعاني: الحق الأصيل للشعب الفلسطيني المظلوم في الدفاع عن نفسه وأرضه ومقدساته ضد الاحتلال والعدوان اليومي والإرهاب المنظم للكيان الصهيوني حق طبيعي ومشروع يستند إلى كافة المعايير الدولية المعترف بها والمبادئ الأساسية للقانون الدولي.
* بداية تدمير الكيان الصهيوني
الى ذلك، صرح قائد فيلق “سلمان” التابع للحرس الثوري في محافظة سيستان وبلوشستان العميد احمد شفائي، بان عملية “طوفان الاقصى” هي بداية تحرك جبهة المقاومة للقضاء على الكيان الصهيوني، وقريباً سنشهد تحرر الشعب الفلسطيني. وقال العميد شفائي، صباح يوم الاحد، في اجتماع للحرس الثوري والتعبئة في مدينة سراوان: ان الشهيد العزيز الحاج قاسم سليماني تمكن في مرحلة من الزمن بالتوكل على الله وقيادة وتوجيهات الإمام الخامنئي العزيز من إحياء هوية الشعب الفلسطيني. وأضاف: لقد تم شيئا فشيئا ضخ فكر الثورة الإسلامية وفكر التعبئة وفكر المقاومة وفكرة “نحن قادرون” في نفوس الشباب الفلسطيني، واليوم نشهد عملية اذهلت العالم. وأكد قائد فيلق “سلمان”: اليوم كل أداة جديدة يتم إنتاجها في الغرب والشرق توضع تحت تصرف الكيان الصهيوني، لكن رغم هذا فإنكم تشهدون أن الفلسطينيين استطاعوا أن يباغتوا العدو بكل ما يمتلكه من إمكانيات ويفرضون عليهم هزيمة مخزية. واكد العميد شفائي إن الفكر الثوري والمقاومة هما العاملان الأساسيان لنجاح الفلسطينيين اليوم واضاف: إن سعادة الشعب الفلسطيني اليوم، رغم ما يقدمه من شهداء، دليل على روحه المقاومة والزاخرة بالايمان والحوافز.
*البيت العنکبوتي المهترئ للصهاينة
من جانبه، أكد نائب رئيس مؤسسة حفظ آثار ونشر قيم الدفاع المقدس في الجمهورية الاسلامية الايرانية، العميد “نبي سهرابي” أن البيت العنکبوتي المهترئ للصهاينة المحتلين بات على حافة الإنهيار.
وفي مراسم تقديم المدير العام الجديد وتكريم المدير العام السابق لهذه المؤسسة في مدينة سنندج مركز محافظة كردستان غرب ايران، الأحد، نوه العميد سهرابي الى أن بقاء الكيان الصهيوني تزلزل خلال الساعات الـ ۲۴ الأخيرة بشكل كبير للغاية قياسا للماضي، موضحا أنه يجب تقديم تعريف جديد عن هذا الكيان القاتل للأطفال.
* تعزيز جبهة المقاومة
في السياق، دعت الأمانة العامة للمؤتمر الدولي لدعم الانتفاضة الفلسطينية التابع لمجلس الشوری الإسلامي، في بيان لها ابناء الأمة الإسلامية والأمم المطالبة بالعدالة الى الوقوف بجانب الشعب الفلسطيني ودعمه دعما شاملا باستخدام كافة الإمكانات لتعزيز جبهة المقاومة، مؤكدة على تحقق الوعد الالهي بزوال الكيان الصهيوني الغاصب. وقد اصدرت الأمانة العامة الدائمة للمؤتمر الدولي لدعم الانتفاضة الفلسطينية التابع لمجلس الشورى الإسلامي بيانا ناشدت فيه الدول المطالبة بالعدالة أن تقف الى جانب الشعب الفلسطيني ودعمه دعما شاملا. واشاد البيان بإنجازات الشعب الفلسطيني البطل ومقاومته الباسلة لافتا الى انه ومرة اخرى قد سطرت هذه الانجازات ملحمة خالدة ومبادرة عظيمة ادخلت فلسطين والمنطقة في مرحلة جديدة وحاسمة. وتابع البيان مشيرا الى ان ابناء الشعب الفلسطيني البطل قد وجهوا ضربات قاتلة للقوى العسكرية والاستخباراتية والأمنية والسياسية والثقافية والدعائية والإعلامية، كرد فعل على التدنيس المتكرر للمسجد الأقصى والجرائم الصهيونية اليومية بحق أبناء الضفة الغربية وقطاع غزة.
واضاف البيان: ان هذه الضربة اتت بالاستفادة من فن الحرب الإدراكية والمعرفية، عشية الأسبوع الأربعين من الاحتجاجات الداخلية في صفوف الصهاينة وتعدد أقطاب مجتمع الاحتلال والآثار الظاهرة لانهيار وتفكك هذا الكيان، معلنة نهاية سيادة هذا الكيان الغاصب على جغرافية الأرض الفلسطينية.
الى ذلك، أعلن عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشورى الإسلامي “إبراهيم رضائي” عن عقد اجتماع طارئ لهذه اللجنة بشأن تطورات الاحداث الأخيرة في فلسطين. وتحدث رضائي عن الاجتماع الاستثنائي للجنة الأمن القومي ظهر يوم الاحد بشأن التطورات الأخيرة في فلسطين والمنطقة.
أ.ش