الطبيب النفساني صادق حجتي زادة للوفاق:

الإزدواجية في تربية الطفل تسبب أضراراً لا يمكن إصلاحها

إذا أردنا ان يكون لدينا مجتمع صحي وسالم، يجب أن ننتبه إلى صحة الأسرة وسلامة تكوينها. مهما فعلنا، فنحن نعيش في عائلة ولا يمكننا تجاهل تأثيرنا على الأعضاء الآخرين

2023-01-01

يحتاج العديد من الأفراد إلى الدعم النفسي بعد مشاكل وفترات صادمة مختلفة مروا بها. على الرغم من أن التفكير في الموعد الأول مع طبيب نفساني قد يكون صعبًا ويسبب الخجل أو التوتر لدى الأفراد، إلا أنه من المفيد أحيانًا طلب المساعدة من أخصائي نتيجة للعديد من المواقف، يمكن للفرد أن يفهم أن حياته ليست كما كانت من قبل، وأن لديه مشاعر وأفكار سلبية أكثر من ذي قبل، والتي يحتاجها الدعم النفسي عندما يدرك أنه يعاني من تباطؤ في سلوكه وانخفاض في أفعاله وأنشطته. في حين أن اختيار الطبيب النفسي في هذا الاتجاه مهم أيضاً.

الاطباء النفسيون أو الأخصائيون النفسيون هم أشخاص مهمون في حياة الإنسان، حيث يتعرض عدد كبير من الناس للمشكلات النفسية التي تحتاج للعلاج والتعامل الطبي الصحيح حتى يتمكن الشخص من عبورها بسلام، حيث أن إهمال العلاج النفسي قد يسبب تأزم الحالة وظهور الكثير من المضاعفات، وفي هذا الصدد اجرت صحيفة الوفاق حوارا مع الطبيب النفساني صادق حجتي زاده جاء فيه:

هل الاستعانة بطبيب نفساني ذي خبرة يساعد الاسرة في حل مشاكلها؟

تعتبر الأسرة أهم جزء في المجتمع وبالتالي يجب أن تحظى بمزيد من الاهتمام. وبسبب مشاكل ومخاوف كثير من الناس، فإنها تتسبب في جدالات واختلافات بين أفراد الأسرة أو الأزواج، وأعتقد أن الإنسان يجب أن ينمي كل فروعه مثل الشجرة، ولكن ممكن ان ينمو احد الفروع فيه عيب. لقد اعتاد الناس في الماضي استشارة كبار السن وذوي الخبرة لحل  المشاكل في الأسر. ولكن اليوم، مع التغيير في طريقة وأسلوب الحياة، من الأفضل للأشخاص الرجوع إلى مشورة عائلية متخصصة لحل المشكلات والقضايا في حال نشوئها. يمكن للمستشار الأسري اقتراح أفضل الحلول للعائلات من خلال العلوم النفسية حتى يتمكنوا من التعامل بسهولة أكبر مع مشاكلهم وتحسينها.

في اي الامور يمكن الرجوع إلى الطبيب النفساني او مشاور العائلة؟
الأسرة مثل النظام، جميع مكوناته تشكل نظاماً واحداً، وفي حالة تلف جزء واحد من هذا النظام، يمكن أن يكون له تأثير سلبي على جميع مكوناته. لذلك، يتعرف المستشار العائلي على مكونات الأسرة كنظام يؤثر على أفكار وسلوكيات وأخلاق أفرادها. ومن خلال الرجوع إلى المستشار العائلي، من الممكن أن يساعد كثيراً في حل المشكلات الفردية للأفراد والتحقق من أنماط السلوك بين الناس، ومشاكل واهتمامات الأسرة. والمستشار العائلي له أهداف مختلفة تعتمد على نوع المشاكل التي يقدمها له الشخص المراجع، والتي يمكن ذكرها على النحو التالي:

احتمال بان يعاني أحد أفراد الأسرة من اختلالات ذهنية: الهدف هو مساعدة أفراد الأسرة الآخرين على فهم الاضطراب والتعامل مع التغيرات العقلية التي قد يمر بها هذا الشخص.

 المشاكل الناجمة عن الاختلافات بين الأجيال: في هذه الحالة، الهدف هو تحسين التواصل بين أفراد الأسرة ومساعدتهم على وضع الحدود المناسبة.

العائلات التي تجمعها معتقدات مختلفة: الهدف في هذه الحالة هو مساعدة أفراد الأسرة على فهم بعضهم البعض بشكل أفضل وبناء علاقات صحية.

ما هي المشاكل التي يستطيع  المستشار العائلي ان يحلها؟

المستشار العائلي بشكل عام يمكن ان يساعد في تحسين العلاقات وحل المشاكل التي تحصل خاصة في السنين الاولى من الحياة الزوجية، اذ انه بدون مساعدة المستشار، قد تصبح المشكلات أكثر تعقيدا.

كيف يتعامل المستشار العائلي مع السلوك السلبي للزوج؟

اليوم، هناك الكثير من التوترات والقلق في حياة الناس، وإذا كتموا هذه التوترات داخل أنفسهم لفترة طويلة، فستظهر في نهاية المطاف هذه المشاعر في موقف ما بأشكال مختلفة. تتسبب المشاعر السلبية مثل التعاسة ومشاعر اليأس وانعدام الأمن في سلوكيات ضارة وأحياناً تسبب الأذى في الحياة العامة. عادة ما يكون السلوك السيئ والسلبي للزوج متجذراً في اضطرابات الشخصية وينجم عن تنشئة والديه والتي يتم تسجيلها في شخصية الشخص، لذلك يمكن للمستشار الاسري تحديد هذه السلوكيات السلبية وتعليم الأزواج كيفية التعامل مع هذه المشاعر. بمساعدة مستشار، يمكن للأزواج تعلم مهارات التواصل مع بعضهم ومهارات وجود شريك للتغلب على مشاكل الحياة بأنفسهم، ومن ناحية أخرى، يتم تعزيز مهارات حل المشكلات لدى الناس.

هل ابتعاد الازواج بعضهم عن البعض يحل الخلافات؟

عندما تزداد الخلافات بين الأزواج، قد يعتقد البعض بان الابتعاد عن بعضهم البعض وعدم الذهاب إلى المنزل قد يحل الخلافات بينهم، لكن هذا البعد قد يقودهم إلى خلافات اكبر. لهذا يمكن للمستشار الاسري ان يساعدهم عن حل بعض مشاكلهم وخلافاتهم وتجنب الطلاق والانفصال.

هل الازدواجية في تربية الطفل تسبب أضرراً لا يمكن إصلاحها ؟ 

يعد تعليم الأطفال وتنشئتهم من القضايا المهمة التي يحتاجها الآباء للحصول على معلومات ومعرفة كافية عنها، وخاصة عند الطفل الاول للعائلة. وبما انه ليس لبعض الاباء معلومات كافية لمعرفة كيفية تربية أطفالهم ففي كثير من الحالات يتبنى كل منهما طريقته الخاصة في تربية الأطفال، وهذا هو السبب في عدم التفاهم في تربية الأطفال؛ لذلك فإن الازدواجية في تربية الطفل تسبب له ضرراً لا يمكن إصلاحه. وفي مثل هذه الحالات، يمكنها الرجوع إلى المستشار الاسري لاختيار أفضل أسلوب وطريقة لتربية طفلهم.

 كيف يقوم المستشار الاسري بتحليل بنية الاسرة والعلاقات الشخصية؟

في العلاج البنيوي للعائلة في هذه الحالة يقوم المستشار الاسري بتحليل بنية الاسرة والعلاقات الشخصية بين الوالدين مع بعضهما البعض وتقييم مشاكلهما ليجد الحلول ثم باستخدام الأساليب المناسبة، يرسم طريقاً صحياً لمواصلة الحياة.

إذا أردنا ان يكون لدينا مجتمع صحي وسالم، يجب أن ننتبه إلى صحة الأسرة وسلامة تكوينها. مهما فعلنا، فنحن نعيش في عائلة ولا يمكننا تجاهل تأثيرنا على الأعضاء الآخرين. إذا حدثت مشكلة لأحد أفراد الأسرة، فأكيد هذه المشكلة تؤثر على  الآخرين، بغض النظر عن مدى استقلاليتهم. ويعتمد مصدر المشاكل العقلية لكل شخص، مثل الاكتئاب أو غيره من الاضطرابات، على عائلته. لذلك يجب إصلاح نظام الأسرة، وعندما يدرك المستشار بأن مشكلة الشخص هي من الأسرة، فمن الضروري ان يشارك أفراد الأسرة كلهم، وخاصة الوالدين، في مسار العلاج.

المصدر: الوفاق/ خاص/ سهامه مجلسي