الشهيد الحاج قاسم أسطورة الميدان والدبلوماسية

كان الشهيد الحاج قاسم سليماني واحداً من الشخصيات المؤثرة والفاعلة الايرانية في الفترة المعاصرة. فالعديد من أصدقاء ايران، وحتى اعدائها، اعتقدوا وأقرّوا بكونه رجل من الرجال ذوي التاثير في ساحات الوغى وساحات الدبلوماسية الايرانية على حد سواء.

2023-01-02

يذكر أن الحاج قاسم سليماني و الحاج ابو مهدي المهندس ذاع صيتهما لدى معظم الناس في الاعوام الأخيرة الماضية لسبب تواجدهما في ميادين الحرب ضد الارهاب في العراق و سوريا. لكن بالنسبة للحاج قاسم فانه حتى خلال الاعوام بعد انتصار الثورة الاسلامية في ايران، كان حاضراً بارزاً وفاعلاً في جميع الجبهات العسكرية والثقافية والسياسية.

بعد الحرب المفروضة كان (الشهيد سليماني) لسنوات معنياً الى حد كبير بموضوع الحرية وتحرير فلسطين. ولم يتوانا عن ارسال وتوفير أي شكل من اشكال المساعدات، المعنوية والمادية، الى الفلسطينين لتخليصهم من العدو الصهيوني وتحرير الاراضي المحتلة، واستطاع ان يبرهن كونه واحدا من القادة البارزين في محور المقاومة.

علاوة على تواجده في ساحات قتال الحق ضد الباطل، كان سليماني شخصية يعول عليها في المجال الدبلوماسي أيضا. فقد استطاع بما يملكه من قدرة دبلوماسية على الصعيدين الاقليمي والدولي ان يحول دون فرض العدو الأمر الواقع، وان يعمل على تحقق أهداف محور المقاومة.

وتمكن أيضاً من مجابهة سياسة الغرب (الجرزة والعصا) وان يرفع من قدرة الجمهورية الاسلامية الايرانية الوقائية بوجه المتربصين واعداء ايران الاقليميين.

من جهة أخرى، أفلح الشهيد الحاج قاسم، من خلال المشاورات والدبلوماسية المنطقية والحكيمة، في اقناع روسيا للتواجد في سوريا وان يستفيد من قوة روسيا ومقدرتها لتعزيز محور المقاومة.

تجدر الاشارة الى انه في المجال الميداني، وعندما صرح وزير خارجية أمريكا الاسبق، جون كيري، بأنه “يتطلب فترة 20 عاماً وقدراً  كبيراً من القوات لمقاتلة ومجابهة داعش” في حينها وعد الشهيد الحاج قاسم انه بعد أقل من أشهر ستُستأصل خلافة داعش الشريرة من الرقة الى الموصل. وهذا تسبب في استياء الغرب، وأيضاً أثار تعجب هذا الغرب. والقضاء على هذه الخلافة التي امتدت لتصل الى حدود غرب ايران، كان حدثاً لا نظير له وأبقى جذوة الأمل في قلب محور المقاومة، ورفع معنوياتها وجعلها اكثر تصميماً على تحرير القدس الشريف من براثن العدو الصهيوني.

في المحصلة كانت شخصية الشهيد سليماني بمثابة الكابوس الجاثم على صدر الصهاينة المحتلين. ولهذا السبب اقنع نتنياهو ترامب بشن الهجوم الارهابي الغادر، بواسطة المسيّرات، على الشهيد الحاج قاسم سليماني والشهيد الحاج أبو مهدي المهندس في محيط مطار بغداد. وبهذا ستبقى دماء الحاج قاسم برهاناً ووثيقة على جرائم الغرب وبطلان شعاراته، ومؤشراً على كون أمريكا واحدة من الدول الارهابية الغاشمة.

المصدر: الوفاق/ خاص/حميد مهدوي راد