قمع الاحتجاجات الجامعية الأميركية: شبح المأساة يعود من جديد؟

اقترح رئيس مجلس النواب مايك جونسون والسيناتور الجمهوري توم كوتون وجوش هاولي اللجوء إلى الحرس الوطني للسيطرة على احتجاجات الحرم الجامعي في جميع أنحاء الولايات الأميركية.

2024-04-27

تشهد الولايات المتحدة احتجاجات طلابية واسعة في حرم الجامعات تنديداً بالابادة الجماعية التي يرتكبها كيان الاحتلال ومطالبة بوقف الحرب، فيما تواجه بالقمع في محاولة لإسكات الصوت ومنعها من أن تصبح قوة ضغط بشعبية أوسع، تنقل المشهد إلى نقطة يصعب السيطرة عليها. ليست هذه المرة الأولى التي توضع فيها قوات الأمن والشرطة بكامل عتادها بوجه الطلبة المحتجين. فللإدارات الأميركية المتعاقبة تاريخ طويل في قمع الحركة الطلابية منذ ما قبل حرب فيتنام إلى اليوم.

 

اقترح رئيس مجلس النواب مايك جونسون والسيناتور الجمهوري توم كوتون وجوش هاولي اللجوء إلى الحرس الوطني للسيطرة على احتجاجات الحرم الجامعي في جميع أنحاء الولايات الأميركية.

 

تعيد هذه الدعوات إلى ذاكرة الجمهور الأميركي مأساة متكررة تعرض لها الطلاب المحتجون مراراً. وتشير الأستاذة المشاركة في دراسات الشرق الأوسط والدراسات الإسلامية في جامعة نيويورك، هيلغا طويل الصوري، في هذا الصدد، “لقد كنت في جامعة نيويورك منذ ما يقرب من 20 عاماً ورأيت عدداً من الاحتجاجات تحدث. لا أعتقد أنني رأيت حملة قمع من هذا النوع”.

 

في نيسان/ أبريل 1968، نظم الطلاب في جامعة كولومبيا احتجاجاً على حرب فيتنام. أسفرت الاحتجاجات عن سيطرة الطلاب على 5 مباني في الحرم الجامعي واحتجاز العميد رهينة لفترة وجيزة.

 

بعد حوالي أسبوع من بدء الاحتجاج تم استدعاء حوالي 1000 ضابط لمدينة نيويورك من قبل رئيس كولومبيا. وألقت الشرطة القبض على حوالي 700 طالب وأصيب حوالي 148 طالب.

 

أجبرت هذه الاحتجاجات البلاد على قطع علاقاتها مع معهد البنتاغون الذي كان يجري أبحاثاً لحرب فيتنام وحصل الطلاب الذين شاركوا في الاحتجاجات على عفو خاص.

 

كما أثارت مثل هذه الدعوات ذكريات المأساة التي وقعت قبل 54 عاماً في جامعة ولاية كينت في شمال شرق أوهايو.

 

في 1 مايو 1970، تدفق عدة مئات من طلاب وبدأوا بتحطيم نوافذ المتاجر ورش المباني بشعارات مناهضة للحرب. اتصل العمدة ليروي ساتروم، وطلب إرسال الحرس الوطني إلى كينت. لكن مسؤولي الجامعة فضلوا التعامل مع الموقف باستخدام شرطة الجامعة، مع نواب عمدة المقاطعة كتعزيزات وضباط دوريات الطرق السريعة بولاية أوهايو كملاذ أخير.

 

في ليلة السبت تلك، وضع الطلاب المتظاهرون ضد حرب فيتنام مبنى تدريب ضباط الاحتياط في ولاية كينت كهدف لهم. وفي نهاية المطاف، طردت شرطة الجامعة التي ترتدي معدات مكافحة الشغب المتظاهرين بالغاز المسيل للدموع، مع وصول عدد من ناقلات الجنود المدرعة وسيارات الجيب والشاحنات إلى الحرم الجامعي تحمل عدة مئات من رجال الحرس الوطني في أوهايو.

 

تجمع ما يصل إلى 3000 طالب على مشاعات الجامعة لحضور مسيرة مناهضة للحرب كانت مقررة مسبقا. فيما قرر قائد قوات الحرس الوطني في مكان الحادث، تفريق المتظاهرين. حينها تساءل أحد رجال الحرس: “لماذا تضع جنوداً مدربين على القتل في حرم جامعي؟”.

 

تقدم الطلاب نحو رجال الحرس، ليفتح العديد من القوات النار. أسفرت المواجهة عن مقتل 4 طلاب من ولاية كينت واصابة 9، أحدهم أصيب بالشلل مدى الحياة.

 

ويقول بريان فانديمارك الذي درس التاريخ في الأكاديمية البحرية للولايات المتحدة، في مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست الأميركية، في معرض حديثه عما يجري في حرم الجامعات اليوم، أن لهذه المأساة التي كان يمكن تجنبها تماما جذورها الدموية في الأداء الصاخب لسياسي يسعى للحصول على الأصوات. مضيفاً “يجب أن يكون ذلك درساً موضوعيا لمسؤولين مثل زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل وحاكم تكساس الذين دعوا إلى استخدام القوة لقمع الاحتجاجات الطلابية اليوم على الحرب في غزة”. مؤكداً على أنه “حتى الآن، كانت مظاهرات الحرم الجامعي مصدر إزعاج لكنها لم تكن عنيفة، ولا ينبغي التهديد بالعنف ردا على ذلك”.

 

أ.ش

المصدر: الخنادق