عروض مسرحية إيرانية في البلدان العربية

تلاحم الثقافة الإيرانية العربية بالفن والإبداع والمسرح

خاص الوفاق: مسرحية "فاطمه (س)" حكاية شاعرية وعرفانية من حياة السيدة فاطمة سلام الله عليها، وتتكون من 7 عروض.

2023-07-17

الثقافة حقل واسع وجميل كالبستان الذي يمكن لكل شخص أن يقتطف منه الورود المعطرة التي ينتشر عبقها في العالم، ومزج الثقافات يحمل الإبداع والتلاحم والوحدة الإسلامية بين الدول التي لها قواسم مشتركة في مختلف المجالات ومنها الدينية والتاريخية والثقافية، وهذا هو الذي يؤدي إلى إنتاجات وعروض مشتركة بين هذه الدول والذي شهدناه أخيراً بين إيران والدول العربية، من إنتاجات فنية سينمائية وعروض مسرحية، وغيرها الذي تزداد يوما بعد يوم، وتخطت شهرتها كل الآفاق، وهو بالفعل مثال فريد لتلاحم الثقافات.

وهذا لا يختص بموضوع معين أو فئة خاصة، بل نرى عروضاٌ مسرحية ايرانية عربية مشتركة تُقام في الدول العربية، بمشاركة ممثلين ايرانيين وعرب، وهو خير مثال للتلاحم الثقافي، كما شهدناه في مسرحية “الشمس تُشرق من حلب” والمسرحيات التي أقيمت خلال المسيرة الأربعينية في العراق السنة الماضية وستُقام في العام الجاري أيضاً، وكذلك المسرحیات التي تُقام حالياً في العراق بـ “مهرجان الطف المسرحي الدولي الثالث” والذي سنتحدث عنه، كما أننا شهدنا عرض مسرحية “فاطمة (ع)” التي تم عرضها أخيراً في العراق بحضور ممثلين ايرانيين وعراقيين وقد رحّب الشعب العراقي كثيراً بهذا العرض.

نحن على أعتاب شهر محرم الحرام وذكرى استشهاد سبط النبي (ص)، نتطرق اليوم إلى المسرحية التي تم عرضها في العراق عن حياة سيدة نساء العالمين وأم سيد الشهداء (ع) التي قامت بتربية أبي الأحرار الذي ضحى بنفسه من أجل الإسلام.

مسرحية “فاطمة (س)” باللغة العربية

المسرحية الإيراينة “فاطمة” من تأليف وإخراج مريم شعباني  وإنتاج “زينب يزداني” تم عرضها أخيراً في العراق خلال الفترة من 6 إلى 12 يوليو/تموز الجاري الموافق 17 إلى 23 ذي الحجة 1444.

تم عرض المسرحية في بغداد باللغة العربية بالتعاون مع فريق “بلاحدود” و”لنحيا الكوثر” و”سيدة العالم”، بمشاركة 25 ممثلاً عراقياً، وشهدت المسرحية استقبالاً واسعاً من الجمهور العراقي.

قصة المسرحية وعولمة الأداء النسائي

المسرحية حكاية شاعرية وعرفانية من حياة السيدة فاطمة سلام الله عليها وتتكون من 7 عروض تتضمن الولادة، الشعب، وفاة السيدة خديجة (س)، زواج السيدة فاطمة (س)، وغزوة  أحد ومنزل السيدة فاطمة (س) والمحشر.

وهي كانت أول تجربة دولية لعرض هذه المسرحية التي هي تم عرضها من قِبَل مجموعة “الفن المقدس” بمشاركة عراقية في قاعة المسرح الوطني ببغداد.

وقررت مجموعة الفن المقدس التي تحمل شعار “فن المرأة المقدس للعالم” تقديم عرض مسرحية “فاطمة (س)” في البلدان مختلفة، والغرض من العروض الدولية لهذه المجموعة هو تعريف النساء بالقدوة والشخصية الحقيقية للسيدة المثالية التي هي فاطمة الزهراء (س).

تجدر الإشارة إلى أن العروض الدولية لمجموعة الفن المقدس مخصصة للنساء بشكل خاص، وهي خير مثال لحضور الفنانات الإيرانيات في الساحات الدولية فيما يتعلق بالعروض المسرحية، وهذه المسرحية تشجع النساء للحضور الواسع في جميع الساحات، حيث تتطرق إلى سبعة مشاهد من حياة سيدة نساء العالمين لم يسمع بها ولم يقال عنها كثيراً.

مواقف جميلة ومثيرة

فتاة اسمها فاطمة تأتي من السماء إلى الأرض لتنقذ الأرض من الظلام، وتسير “لوسيفر” لعرقلة طريقها، وتواجه فاطمة الأحداث على طول الطريق وتصبح في النهاية هي الخالدة.

خمسون ممثلة جميعهم على خشبة مسرح “فاطمة (س)” يتحدثون عن مواقف مختلفة من حياة السيدة فاطمة (س)، ربما لم نسمعه حتى الآن أو لا نعرفه ، من الأمومة والولادة والزواج ووجودها في الحروب إلى الظروف الاقتصادية والسياسية في ذلك الوقت وأخيراً خلودها مما يضع الجمهور في مواقف جميلة ومثيرة.

وقد تم تنفيذ عرض مسرحية “فاطمة (س)”  كمونولوج وتشكيل الحركات، وفي الحقيقة من ناحية المسرح هي محاضرة أو خطاب أداء، وتركز مجموعة “فن المقدس” عروضها على النساء اللواتي يصنعن التاريخ في العالم الإسلامي وإيران.

دراسة وتحقيق لعرض مسرحية

وقد تم عرض هذه المسرحية بعد البحث الديني لعدة سنوات في هذا المجال، وتقول مريم شعباني، مخرجة هذا العرض: “مواضيع هذا العرض تدور حول النساء صانعات التاريخ في الإسلام وإيران”.

وتضيف: بشكل عام، تقوم مجموعتنا بالأبحاث والتطبيقات في هذا المجال وفيما يتعلق بالمرأة، مرت ثلاث سنوات منذ أن أدركنا من خلال الدراسات المتعلقة بالسيدة فاطمة الزهراء (ع) مدى التخلي عن حياتها ونمط حياتها وحتى الحجاب والحياة الشخصية والاجتماعية والملابس، ولذلك ناقشنا ودرسنا مع بعض المفكرين والباحثين داخل وخارج إيران وبالتالي وصلنا إلى نقطة واضحة وشعرنا أنه يجب علينا هذا العام بالتأكيد العمل على مسرحية عن السيدة فاطمة الزهراء (س) وفيها العديد من النقاط الهامة.

التلاحم الثقافي

التلاحم الثقافي يمكن أن نستعرضه بأنواع مختلفة، فمنه المسرح، عندما يتم تشكيل مجموعة بمشاركة فنانين ايرانيين وعرب، هو يمهد الأرضية للتعرّف الأكثر على ثقافات البعض مع البعض وكذلك التجارب والمعلومات التي في العمل يحصلون عليها، ومن جهة أخرى يؤدي إلى نبذ الفرقة والحركة في الإتجاه الصحيح والوحدة الإسلامية، فمن المواضيع التي هي مشتركة بين ايران والبلدان العربية هي المواضيع الدينية وأهل البيت عليهم السلام، والمقاومة، فيمكن العمل في هذا المجال، كما نشهده في ذكرى الأحداث التاريخية من الأعياد وغيرها، ومن أبرزها ما نشهده في أيام شهر محرم الحرام الذي نحن على أعتابه وما يحدث من تلاحم ووحدة بين جميع محبي الإمام الحسين (ع)، الذين يرددون على أفواههم “حب الحسين (ع) يجمعنا”، وقمة هذا التلاحم نراه في أيام الزيارة الأربعينية التي تجمع أحرار العالم من مختلف البلدان يتوجهون إلى مرقد الإمام الحسين (ع) في العراق الشقيق، ونرى خير إستضافة من الإخوة العراقيين.

وأخيراً يمكننا القول أن المجال مفتوح للتواصل الأكثر وتلاحم جميع شعوب المقاومة، ونخطو في هذه المسيرة خطوة بعد خطوة ونمحو العراقيل التي يضعها الأعداء أمامنا، كما حصل في مجال السينما والمسرح، وسنشهد عروضا رائعة بمواضيع دينية وتاريخية خلال أيام شهر محرم الحرام الذي نستقبله بحرارة قلوبنا لذكرى إستشهاد الإمام الحسين (ع).

موناسادات خواسته

 

 

 

 

 

المصدر: الوفاق/ خاص