منتدى "أوروتان" الدولي:

ضرورة تعزيز التقارب بين إيران وروسيا وأرمينيا

تقرير منتدى "أوروتان" الدولي المتخصص حول موضوع الممرات والاتصالات في أرمينيا

2022-12-21

في 9 ديسمبر، بدأ منتدى “أوروتان” الدولي المتخصص في موضوع الممرات والاتصالات أعماله في مدينة غوريس بأرمينيا، شارك فيه خبراء من روسيا وإيران والهند.

إنّ موقع المؤتمر رمزي، لأن البلدان المستفيدة والمتحالفة معنا وكذلك الطاقم المؤسس للمنظمة العلمية والتعليمية غير الحكومية “المشروع الأرمني”، كأحد منظمي هذا المنتدى، أدركت الأهمية الجيوسياسية لـ”مرکز سيونيک” كمركز متعدد الثقافات ونقطة تضارب المصالح الإقليمية.

وألقى الوفد الإيراني كلمة في مؤتمر “أوروتان”، حول ضرورة استكمال الممر الشمالي الجنوبي، ومطامع تركيا وباكووإسرائيل، وسبل تعزيز التقارب والعلاقات بين إيران وروسيا وأرمينيا. وكان المتحدثون في اليوم الأول لهذا الاجتماع الدكتور إحسان موحديان وشعيب بهمن وفرشاد عادل، إلى جانب خبراء من روسيا وأرمينيا.

الحقائق الجيوسياسية الجديدة في منطقتنا بعد حرب الـ 44 يومًا

تحدث الدكتور شعيب بهمن، الخبير الإيراني المستقل، عن الحقائق الجيوسياسية الجديدة في منطقتنا بعد حرب الـ 44 يومًا. وشدد على دور ممر زنغزور، وقال: “كان للحرب التي استمرت 44 يومًا عواقب وخيمة ليس فقط على أرمينيا وآرتساخ، ولكن أيضًا على إيران. ولمواجهة التحديات الجديدة، من الضروري إقامة تعاون متعدد الأطراف في المنطقة. إنّ ممر زنغزور هومفهوم تطور من قبل باكووتركيا بشكل أساسي بعد نهاية حرب آرتساخ عام 2020. ولكن هذا الممر هومفهوم خاطئ من حيث التاريخ والجغرافيا ولابد من القول بأن أجندة ممر زنغزور التي تطورت من قبل باكووأنقرة تنطوي على العديد من المخاطر: أولاً، يمكن لهذا الممر أن يزيد من وجود الناتوونفوذه في المنطقة، لا سيما في القوقاز وبحر قزوين. ومن المثير للاهتمام أن مفهوم هذا الممر اقترحه الممثل البريطاني السابق في الناتو. وستدفع إيران وروسيا ثمناً باهظاً لوجود الناتوفي المنطقة. إن هذا الممر هوفي الأساس جسر بين دول العالم التركي. وبالطبع، لن يقتصر هذا على القوقاز الجنوبي، بل سينتشر إلى القوقاز الشمالي وآسيا الوسطى وحتى مقاطعة شينجيانغ في الصين”.

وأضاف الدکتور شعيب:”كما نرى، ليس فقط رد فعل المرشد الأعلی للجمهورية الإسلامية في إيران سلبًا على ممر زنغزور، ولكن الخبراء يشيرون أيضًا إلى أنه يمثل تهديدًا وجوديًا لعدد من دول المنطقة”.

ممر زنغزور

في الاجتماع الدولي المتخصص “أوروتان”، ألقى البروفيسور روبين ملكونيان، الخبير في الشؤون التركية، كلمة عبر الهاتف. قال، مشيرًا إلى قضية الممرات وعلى وجه التحديد “ممر زنغزور:”إن أذربيجان السوفيتية، التي كانت على ما يبدودولة ذات أيديولوجية شيوعية، كانت تسترشد بالشعارات التركية وحاول قادتها بحماس غريب شق طريق عبر منطقة المغري علی أراضي أرمينيا السوفيتية  يربط أذربيجان بنخجوان، أي النموذج الأولي للممر الذي هوموضوع بحثنا اليوم.

إنّ حيدر علييف، الرئيس الحالي لباكو، وأهم من هذا كان في حينه نائبا لرئيس وزراء الاتحاد السوفيتي وأحد كبار مسؤوليه، شارک في هذه السياسة بكل الطرق الممكنة. وهومسار يهدف لإنشاء طريق عبر منطقة المغري على طول الحدود التي تعود إلى قرون بين أرمينيا وإيران، والتي يتوجب ان تربط  بين باكو ونخجوان المحتلة. وأزاء هذه السياسة، اتخذ القادة الشيوعيون لأرمينيا السوفيتية خطوات مفصلة للغاية ويمكن القول إنها كانت ناجحة. وفي خلال كامل فترة الاتحاد السوفيتي، لم تتمكن باكومن الوصول إلى ذلك الطريق. ولم تفلح الضغوط ولا العلاقات أن تجبر قادة أرمينيا السوفيتية على انجاز هذا العمل…”

وأضاف ملکونيان: “لا ينبغي نسيان كلمات أردوغان الأخيرة الخطيرة، والتي تحتوي على رسالة مهمة للغاية. بعد حرب 2020، أصبح هناك ممر أكثر أهمية من أرتساخ، والذي يبدوأنه يجب توفيره وفقًا لبيان 9 نوفمبر سيئ الصيت. لذلك، نرى أنه حتى في أرمينيا السوفيتية، فعل القادة الأرمن كل ما يمكن لمنع انشاء هذا الطريق. ولکن اليوم، على الرغم من كون أرمينيا دولة مستقلة، فإن السلطات الرسمية لجمهورية أرمينيا تتبع سياسة مؤيدة لتركيا ولأذربيجان، وهي في الحقيقة لا تعمل لفائدة المصالح الوطنية بل تضحي بسيادة جمهورية أرمنستان.

أرمينيا نقطة عبور لإعادة تسويق المنتجات الإيرانية

أشار عادل فرشاد، الخبير الإيراني المستقل، في خطابه في إجتماع “أوروتان”، إلى أهمية القوقاز وخاصة أرمينيا كحلقة وصل ورابط ثقافي-حضاري. وقال: “يجب أن نعتبر القوقاز منطقة جغرافية واحدة اقتصاديًا وثقافيًا تربط منطقة القوقاز بمنطقة البحر الأسود. اليوم، عندما أصبحت ممرات النقل ذات أهمية متزايدة، يجب أن نعتبر القوقاز منطقة بها العديد من الفرص والتحديات وسبب هذه التحديات في القوقاز هوالسياسة المدمرة لتركيا، التي صدّرت القومية التركية إلى جمهورية باكو، ما أدى الى ان القوميون الأتراك يريدون بسط ايديولوجيتهم في جنوب روسيا وشمال إيران. الحقيقة هي أن كل هذه الجهود القومية التركية ترجع إلى أفكارهم الأنانية وضيقة الأفق بأن جنوب القوقاز يجب أن يربط الأناضول فقط بآسيا الوسطى وليس الرابط بين الشمال والجنوب والشرق والغرب. وفي إطار هذه الخطوات القومية التركية، كان يُنظر إلى أرمينيا على أنها تهديد وعقبة في طريق حلم الوحدة التركية، وبسبب ذلك، تكبدت أرمينيا الخسائر، لكن يجب على أرمينيا اليوم استعادة أهميتها السابقة كحلقة وصل.”

ثم قال: “يجب على أرمينيا وروسيا وإيران توسيع تعاونهم، كما يجب على الصين أن تنضم إليهم، ولا ينبغي أن يقتصر هذا التعاون على السياسة فحسب، بل يجب أن يعمل أيضًا في الاقتصاد والتقنيات الرقمية والثقافة. وفي هذا السياق، يمكن أن تلعب أرمينيا دورًا مهمًا كعنصر فاعل مستقل. وبالطبع، تنظر باكوإلى هذه القضية على أنها تهديد، وكانت أحداث سبتمبر الأخيرة تجسيدًا لها. فبهذه الاجراءات تحاول باكوتحييد أهمية ارمينيا”

وشدد فرشاد على أن إيران تعتبر أرمينيا بوابة إلى السوق الأوراسي الذي يبلغ  عدد سكانه عدة ملايين. كما  يمكن أن تعمل أرمينيا أيضًا كنقطة عبور لإعادة تسويق المنتجات الإيرانية، نظرا لقربها من الأسواق الأوراسية والأوروبية. ويمكن أن يكون لإنشاء مؤسسات اقتصادية إيرانية في منطقة “سيونيك” أهمية كبيرة ليس فقط من الناحية الاقتصادية، ولكن أيضًا من وجهة نظر أمن المنطقة. وإنشاء مشروع استثماري مشترك في منطقة “سيونيك” يعود بالفائدة على الدول الثلاث. وهذا يسمح لأرمينيا بتقوية دورها التاريخي كحلقة وصل ثقافيًا وحضاريًا.

نفوذ تركيا وإسرائيل في آسيا الوسطى

كما أشار إحسان موحديان، الخبير المستقل من جمهورية إيران الإسلامية، بتفصيل، إلى القوات الإرهابية التي تنشرها تركيا وأذربيجان في أماكن مختلفة، وخطرها، وقال: “إن الهدف من هذا العمل هوتضييق الخناق على إيران وروسيا والصين وزعزعة استقرار هذه الدول.”

وقال: “تركيا وباكوتحاولان إيجاد بديل للطريق بين الشمال والجنوب الذي أطلقته إيران وروسيا والهند والصين. لذلك، إذا أصبحت هاتان الدولتان فاعلتان في غرب آسيا وأوروبا، فسيكون السلام الدولي في خطر. لأن كلا البلدين لديهما ملامح عرقية غير متجانسة. على سبيل المثال، قمع نظام علييف مرارًا وتكرارًا لعشيرتي الليزجين وطالش. وهناك مشاكل مع الأكراد في تركيا. وهذه الوقائع تجعل هذه الدول أقل استقرارًا سياسيًا. كما أنّ تركيا لديها أيضا مشاكل مع جميع جيرانها وهي ليست شريكًا موثوقًا به من حيث التعاون الدولي. علما ان هاتين الدولتين (أذربيجان وتركيا) حاولتا زعزعة استقرار الوضع في إيران في الأشهر الثلاثة الماضية بالتعاون مع أمريكا، لكنهما لم تنجحا. وهذا دليل على انه برغم  المشاكل السياسية والاقتصادية، فإن إيران في وضع أكثر استقرارًا وإيجابية من تركيا وباكو.”

وأكد أن ممر النقل بين الشرق والغرب سيكون وسيلة لنقل الإرهابيين الوهابيين من تركيا وباكوإلى آسيا الوسطى والصين وروسيا. وقد استخدمت تركيا بالفعل، بدعم من أمريكا، هذه القوات الإرهابية لتدمير العراق وسوريا وليبيا. وتوجه الآلاف من هؤلاء الإرهابيين إلى باكولهزيمة جمهورية أرمينيا. ولا ننسى أنه خلال احتجاجات عام 2022 في كازاخستان، قامت تركيا، بصفتها المساهم الرئيسي في مطار ألما آتا الدولي، بنقل 100 إرهابي إلى ألما آتا. وهذا البلد يتبع نفس السياسة في أفغانستان. الحقيقة هي أن من خلال دعم القوات الانفصالية في هذا البلد أوذاك، تحاول تركيا زعزعة استقرار الوضع في تلك البلدان. على سبيل المثال، تم تنفيذ هذه السياسة في إطار دعم الأيغور الذين يعيشون في شمال الصين، وكذلك سكان مناطق التتار أوالأتراك الروس. وجريمة أخرى هي نقل نفس الإرهابيين إلى شيراز من مطار حيدر علييف لتنفيذ عملية إرهابية. والغرض من هذه الأعمال هوزيادة نفوذ تركيا وإسرائيل في آسيا الوسطى والضغط على روسيا والصين.

المصدر: الوفاق خاص

الاخبار ذات الصلة