بالوقائع… تماهٍ كاملٍ للتكفيريين مع العدوان الصهيوني على سوريا

منذ بدء الحرب الكونية على سورية في منتصف آذار من العام 2011، وحتى ما قبل هذا التاريخ أيضًا، والعدو "الإسرائيلي" يتمادى في اعتداءاته شبه اليومية على سورية، داعمًا أساسيًا للمجموعات الإرهابية المسلحة التي أنشأت من أجل "إسقاط الدولة السورية"، وفقًا لحسابات مشغّلها، أي "المحور الغربي" بقيادة واشنطن، وأتباعه من تركٍ وعرب.

2024-10-22

لم يقتصر العدوان الصهيوني- التكفيري المذكور على “التعاون” غير المباشر بين الطرفين؛ بل تعدى ذلك أحيانًا إلى الاشتراك المباشر في الاعتداءات على الشعب السوري وأرضه وسيادته. يذكر أن سلاح الجو “الإسرائيلي” تدّخل مباشرةً لنصرة المجموعات التكفيرية المسلحة، يوم استعاد الجيش السوري بلدة الديرخبية وعددًا من المزارع المحيطة بها في غوطة دمشق الغربية في تشرين الأول من العام 2016، والتي كان قد سيطر عليها المسلحون في أيار من العام عينه، وفقًا لمعلومات موثوقة في حينه، هذا على سبيل المثال لا الحصر.

 

ما يزال الإرهابيون التكفيريون يتماهون بقوةٍ مع العدو الصهيوني، تحديدًا في عدوانه المتمادي على سورية، إضافةً إلى لبنان وفلسطين. وفي إطار المحاولات “الإسرائيلية” لتوسيع عدوانها المذكور، كي يتطور إلى حربٍ شاملةٍ مع محور المقاومة في المنطقة، لجر الولايات المتحدة إلى هذه الحرب، في سعيٍ “إسرائيليٍ” واضح، لنسف أي فرصةٍ لقيام دولةٍ فلسطينيةٍ مستقلةٍ، الأمر الذي يرفضه الكيان الصهيوني رفضًا تامًا. فهو يرى أن “الضفة الغربية في فلسطين، “يهودا والسامرة” ، أرض من “إسرائيل” الكبرى”، وذلك وفقًا لإدعاءاته “التوراتية”، هذا من ناحية، ولتخفيف ضغط الضربات الموجعة للمقاومة عن “إسرائيل”، خصوصًا في الآونة الأخيرة، من ناحية أخرى.

 

لذلك؛ من الواضح أن لدى “الحكومة الإسرائيلية” ورئيسها بنيامين نتنياهو مصلحة بتوسيع العدوان المذكور، خصوصًا أن تدخل الولايات المتحدة إلى جانب الكيان الغاصب، سيكون أمرًا محسومًا، إذا تدهور الوضع الميداني الراهن نحو حربٍ شاملةٍ.

 

عن تفاصيل العلاقة الراهنة بين العدو “الإسرائيلي” والمجموعات التكفيرية الإرهابية المسلحة الموجودة، في الشمال السوري، أي في أدلب وريف حلب الشمالي، حيث تنشط بقوة المجموعات المذكورة وتمارس أنشطتها الإجرامية المعتادة، مثل إستهداف المدنيين في المناطق الآمنة ومواقع الجيش السوري والقوات الحليفة، وفي مقدمها مواقع القوات الروسية، يأتي ذلك ضمن مخطط “إسرائيلي” واحد، يرمي إلى محاولة توسيع العدوان الصهيوني الراهن المذكور آنفًا. فكلما يستهدف العدو “الإسرائيلي” سورية، إثر ذلك، تهاجم المجموعات الإرهابية المدنيين ووحدات الجيش في المناطق الآمنة.

 

في هذا السياق أيضًا، وبعد تعزيز جيش الإحتلال الصهيوني لقواته على طول خط فض الاشتباك داخل الجزء المحتل من الأراضي السورية، وعلى طول خط وقف إطلاق النار، المواجه لريف القنيطرة الجنوبي في الآونة الأخيرة، متجاوزًا المنطقة العازلة بين سورية وفلسطين المحتلة، بذريعة إقامة جدار أو حاجز يمنع التسلل، خوفًا من قيام مقاتلي محور المقاومة من عملياتٍ حربية تستهدف قوات الاحتلال، خصوصًا في حال تدحرج الوضع الميداني إلى حربٍ شاملةٍ.

 

تؤشر المعطيات الميدانية في القنيطرة أن عمليات التحصين التي تجريها قوات الاحتلال في القنيطرة منذ أسابيع، تبدو أنها ما تزال في إطار الإجراءات الدفاعية حتى الساعة، وذلك من خلال متابعة هذه الإجراءات، مثل شق الطرق وسواها. ولكن هذا لا ينفي أبدًا أن النيات الصهيونية التوسعية قائمة دائمًا، مثل احتلال قمم استراتيجية في جبل الشيخ في سورية. وهذا الأمر ألمح إليه رئيس حزب “إسرائيل بيتنا” أفيغدور ليبرمان في كلمةٍ له في “المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب” الذي انعقد في جامعة “رايخمان” في فلسطين المحتلة، في الأيام الفائتة، بعدما أعلن رؤيته تجاه سورية ولبنان، مشددًا على “ضرورة إنشاء خط دفاعٍ جديدٍ والحفاظ على السيطرة العسكرية في مناطق معينة لمنع إطلاق النار على بلدات شمال إسرائيل”، أي احتلال أراضٍ، وهذا حتمًا ما سيؤدي إلى فتح جبهةٍ جديدةٍ مع العدو “الإسرائيلي”.

 

كذلك سوف يزيد الأعباء الحربية عليه، وسيترتب عليه أيضًا تبعات حرب إستنزافٍ طويلةٍ، لذا فعليه تحمل الضربات من محور المقاومة، من العراق وسورية… إذا أقدم على ارتكاب أي حماقة. أضف الى ذلك؛ الجبهة اللبنانية تفرض نفسها أولويةً قبل أن يفكر “الإسرائيلي” بفتح جبهةٍ جديدةٍ اليوم. وسط هذه الأجواء، وإثر التحركات الصهيونية المذكورة، كما في الشمال كذلك في الجنوب، حيث تشهد بعض مناطق درعا في الجنوب السوري حالًا من الفوضى، تقف وراءها المجموعات الإرهابية المنتشرة في الشمال السوري، ما يؤكد مرةً أخرى بما لا يرتقي إلى مستوى الشك، تماهي الإرهابيين في سورية في شكلٍ كاملٍ مع العدو “الإسرائيلي” في عدوانه.

حسان الحسن

المصدر: العهد