"المجد لمن قال لا وفعل"..

كيف تفاعل الفلسطينيون مع عملية “الوعد الصادق” الإيرانية؟

العملية الإيرانية "الوعد الصادق" والتي أطلقت خلالها إيران الصواريخ والمسيّرات في اتجاه الأراضي الفلسطينية المحنلة أشعلت الشارع الفلسطيني لتهتف فيه الجماهير دعماً للمقاومة وإيران.

2024-04-15

لم تعد الهتافات التي كان يطلقها الفلسطينيون لتحفيز فصائل المقاومة للرد على جرائم الاحتلال الإسرائيلي حكراً على تلك الفصائل، بعد عملية “الوعد الصادق” التي أطلقها الحرس الثوري الإيراني، واستهدفت الأراضي الفلسطينية المحتلة بعشرات الصواريخ والطائرات المسيرة.

 

العملية التي جاءت رداً على عدوان الكيان الصهيوني ضد القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق قبل عدة أيام، ألهبت حماس الفلسطينيين، ودفعتهم للمطالبة بردود أقسى على جرائم الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة.

 

تكبيرات وتهليلات

وبالتكبيرات والتهليلات، وبهتاف “مشان الله يا طهران يلا” استقبل الفلسطينيون وتحديداً سكان قطاع غزة بفرحة غامرة إطلاق الصواريخ والمسيرات على الأراضي المحتلة، واعتبروه انتصاراً غير مسبوق لمحور المقاومة على الكيان الصهيوني وحلفاءه بالمنطقة والعالم.

 

وتعالت أصوات الغزيين بمراكز الإيواء بالتكبير والهتافات للرد الإيراني على عدوان الاحتلال المتواصل، مؤكدين أن طهران من أكبر وأهم مساندي القضية الفلسطينية سياسياً ومعنوياً ومالياً، وأن عملية الوعد الصادق ستجبر الاحتلال على التراجع عن عدوانه.

 

“للمرة الأولى منذ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة تتوقف المُسيرات عن التحليق في سماء القطاع، وتجبر الطائرات على عدم تنفيذ أي غارة جوية، الليلة الماضية كانت استثنائية وتبعث على الفخر لكل مسلم وفلسطيني”، يقول الفلسطيني من غزة نادر أبو شرخ.

 

ويفيد أبو شرخ، لـ”الميادين نت”، أنه “ومع بداية عملية الوعد الصادق الإيرانية ضد الكيان الصهيوني ورؤيته لعشرات الصواريخ تغزو سماء غزة تجاه الأراضي المحتلة، بدأ بالتهليل هو ومجموعة من رفاقه النازحين بأحد مراكز الإيواء في رفح”.

 

ويوضح أبو شرخ، أن “التهليل والتكبيرات ملأت أرجاء غزة فرحاً بالرد الإيراني على العدوان الصهيوني”، قائلاً: “كنا نصرخ بأعلى صوتنا بهتاف مشان الله يا طهران يلا، فهذا الهجوم أرعب الاحتلال وحلفائه”.

 

ويضيف: “العملية تثبت أن إيران أكبر وأهم مساند للشعب الفلسطيني وقضيته، فهي لم تبخل علينا بالمال أو المواقف الصلبة بعيداً عن الحسابات السياسية، والإيرانيون دفعوا ثمناً باهظاً بسبب مواقفهم المشرفة مع الفلسطينيين”.

 

العملية الكبرى

 

ويتفق محمد لافي، النازح من شمال غزة لوسط القطاع، مع حديث أبو شرخ، ويؤكد أن “العملية الإيرانية وإن كانت رداً على استهداف قنصلية طهران في دمشق؛ إلا أنها تأتي في إطار العملية الكبرى التي بدأت في السابع من أكتوبر الماضي”.

 

ويفيد لافي، لـ”الميادين نت”، أن “إيران من أكثر الدول التي وقفت إلى جانب الفلسطينيين وقضيتهم العادلة، وأن قدرتها على وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ولو لساعات محدودة، إشارة إلى أن العملية ستؤدي لتغيير جذري في مجريات الأحداث العسكرية بين دولة الاحتلال وفصائل المقاومة”.

 

ويضيف: “الفلسطينيون استقبلوا العملية الإيرانية بالتكبير والتهليل، وما فعله الإيرانيون لم تجرؤ أي دولة في العالم على فعله منذ تأسيس الكيان الصهيوني على الأراضي الفلسطينية المحتلة”، قائلاً: “دولة الاحتلال ستحسب بعد اليوم ألف حساب لإيران ولن تجرؤ على مهاجمتها”.

 

“لأول مرة منذ الحرب على غزة، لم تحلق الطائرات فوق رؤوسنا، والمسيرات اختفت من أجواء القطاع، وهذا كله يعود الفضل فيه للرد الإيراني الذي أثلج صدورنا وأدخل الفرحة والسرور إلى قلوب جميع الفلسطينيين”، وفق لافي.

 

خطوة جريئة

ويشير خالد المدلل، إلى أن الرد الإيراني على العدوان الصهيوني يعتبر خطوة جريئة واستثنائية، وعلى الرغم من أنها تشكل رداً على استهداف القنصلية في دمشق؛ إلا أنها أيضاً مشاغلة للعدو الصهيوني ونصرة للشعب الفلسطيني.

 

ويفيد المدلل،  أن “الفلسطينيين لن ينسوا المواقف الاستثنائية للإيرانيين بجانب المقاومة، والتي عززت صمود غزة وأوقفت فصائلها المسلحة على أقدامها، وكانت العامل الأكبر في تلقين العدو الدرس تلو الآخر”.

 

ويكمل: “إيران منذ سنوات تقدم دعماً لا محدود للفلسطينيين بالمال والسلاح والخبرات والمواقف، وهذا لا يمكن إنكاره مطلقاً”، مبيناً العملية الإيرانية أشغلت الاحتلال بمحاولات صد الصواريخ والمسيرات وأوقفت لساعات حربه على قطاع غزة.

 

“كنا فرحين للغاية ونحن نرى الصواريخ والمسيرات تسقط على الأراضي المحتلة، وتثير الرعب في نفوس قادة الاحتلال وجمهوره، حيث أنه وبفضل عملية الوعد الصادق عاش الاحتلال ما نعيشه في غزة منذ أشهر وسنوات، وفق المدلل.

 

ويقول الصحفي إبراهيم أحمد، إن “إيران بعملية الوعد الصادق فرضت على الكيان الصهيوني قواعد اشتباك جديدة”، مؤكداً أن الاحتلال لن يجرؤ على الرد على العملية الإيرانية، والتي قوبلت بفرحة فلسطينية عارمة لدى مختلف الفئات.

 

ويضيف أحمد، أن “طوفان الأقصى والوعد الصادق عمليتان استثنائيتان هشمتا أسطورة الدولة التي لا تقهر والتي سعى الكيان الإسرائيلي لترويجها منذ سنوات طويلة، وسيهدم محاولات الاحتلال تطبيع وجوده بالمنطقة”.

 

ويؤكد أحمد، أن “مفاوضات التهدئة غير المباشرة مع دولة الاحتلال ستشهد تغييرات جذرية بعد الضربة الإيرانية، وسيكون هناك تمسك فلسطيني أكبر بالشروط التي تعمل المقاومة على فرضها، وسيكون هناك تراجع إسرائيلي أيضاً”.

 

تفاعل فلسطيني

 

وتفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي من الفلسطينيين مع العملية العسكرية الإيرانية ضد الكيان الصهيوني، وعبروا عن فرحتهم بالرد الاستثنائي من قبل حرس الثورة في إيران على الاعتداءات الصهيونية المتكررة بالمنطقة.

 

وقال الكاتب الفلسطيني، محمود جودة، في منشور له عبر “فيسبوك”: “أن يأتي رد على إسرائيل في علوها الكبير هو أمر عظيم، من يقرر مهاجمة هذا الكيان المسخ في ظل خوف الكثيرين من تصريحات الإدانة هو بطل في جميع العيون الدامعة”.

 

وأضاف جودة: “كفلسطينيين نحن بحاجة إلى هذه المعنوية، هذا الاسناد، فقط فعل بنا تطبيع (الأشقاء) ما لم تفعله صواريخ العدو بلحمنا، فهذا الكيان يقوى بضعفنا ويتجبر بالخذلان، المهم هنا ليس ما تفعله تلك المسيرات، المهم هو أن هناك من يزال يرفع راية التحدي ويرفض فكرة الإذعان”.

 

وختم جودة، منشوره بالقول: “المجد لمن قال لا وفعل”.

 

وعبرت راميا إبراهيم، عن فرحتها بعملية “الوعد الصادق”، بمشاركة مقطع فيديو لتأييد الفلسطينيين للعملية الإيرانية”، قائلةً في منشور عبر منصة “إكس”: “لأول مرة منذ 190 يوماً من العدوان على غزة سماء القطاع بلا أي نوع من الطيران الإسرائيلي”.

 

وقال الناشط الفلسطيني، “إياد”، عبر منصة “إكس”: “في 7 أكتوبر اكتشفنا أن إسرائيل بحاجة إلى جسر جوي بعد ست ساعات، وفي 14 إبريل اكتشفنا أنها بحاجة لدفاعات جوية من أمريكا وبريطانيا ودول عربية لحماية أجوائها”.

 

وتسائل الناشط الفلسطيني: “كيف هذه الدولة احتلت فلسطين؟”.

 

ومن ناحيته، قال الناشط براء ريان، عبر منصة “إكس”: “أحد أهم إنجازات الضربة الإيرانية هو الرعب الكبير الذي لف الأنظمة العربية المهادنة التي توهمت الأمن بطاعة أمريكا والتطبيع مع “إسرائيل””.

 

أ.ش

المصدر: الميادين